فاق ارتفاع النشاط التجارى فى منطقة اليورو التوقعات الشهر الماضى مدعومًا بارتفاع قطاع الخدمات المحلية، والتى تخطت التباطؤ فى قطاع الصناعات التحويلية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تحسنت فيه التوقعات الاقتصادية للشركات فى منطقة اليورو إلى أعلى مستوياتها منذ مايو الماضى وسط الارتياح من أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين آخذة فى التراجع، بالغضافة إلى تلاشى احتمال خروج المملكة المتحدة المفاجئ من الاتحاد الأوروبى.
وارتفع مؤشر مديرى المشتريات فى منطقة اليورو الذى تصدره شركة “آى إتش إس ماركيت” إلى 50.9 نقطة فى ديسمبر، مما يجعل المؤشر الرئيسى للصحة الاقتصادية أعلى من التقديرات الأولية للشهر الماضى لتبقى دون تغيير عن مستوى 50.6 الذى تم تسجيله فى نوفمبر.
وعلى الرغم من أن البيانات جاءت أفضل من المتوقع، إلا أنها تظل أعلى قليلاً من المستوى البالغ 50 نقطة، حيث أن غالبية الشركات التى شملها استطلاع “آى إتش إس ماركيت” أبلغت عن تقلص النشاط، وتباطأ اقتصاد منطقة اليورو بشكل حاد فى الأشهر الأخيرة بعد خفض أسعار الفائدة فى سبتمبر لتعزيز النشاط وتوقع البنك المركزى الأوروبى، نموًا في عام 2019 بنسبة 1.2% منخفضًا من 1.8% فى العام السابق و2.4% فى 2017.
وقال كريس ويليامسون، كبير الاقتصاديين فى “آى إتش إس ماركيت”، إن البيانات الجديدة تشير إلى النشاط التجارى انتهى من تسجيل أسوأ ربع له فى منطقة اليورو منذ عام 2013″، وأضاف: “تشير بيانات مؤشر مديرى المشتريات إلى أن منطقة اليورو سوف تكافح من أجل النمو بأكثر من 0.1% فى الأشهر الـ3 الأخيرة من عام 2019″، وارتفع مؤشر قطاع الخدمات فى منطقة اليورو إلى أعلى مستوى فى 4 أشهر عند 52.8 نقطة بدلاً من 51.9 فى نوفمبر، وسجلت جميع الدول التى شملها الاستطلاع نشاطًا أعلى بقيادة إسبانيا وأيرلندا، بينما أشارت البيانات إلى نمو متزايد فى قطاع الخدمات.
وقال جيمى راش، المحلل لدى وحدة “بلومبرج ايكونوميكس”، إن أرقام طلبيات المصانع الألمانية تتوافق مع وجهة نظره بأن الانخفاض فى المنطقة سيتلاشى على الرغم من أن النمو الاقتصادي سيظل ضعيفًا خلال عام 2020″، وارتفعت المعنويات بين مستثمرى منطقة اليورو للشهر الثالث على التوالى فى يناير، وفقًا لاستطلاع “سينتكس” الألمانى، والذى ارتفع إلى 7.6 نقطة الشهر الحالى من 0.7 نقطة فى ديسمبر.
وتشير النتيجة الإيجابية إلى أن نسبة أكبر من المستثمرين من المؤسسات والقطاع الخاص أبلغوا عن وضع اقتصادى جيد، مقارنة بأولئك الذين قالوا إنه كان سيئًا، وقال سينتكس، “يبدو أن الركود في منطقة اليورو لم يعد مطروحًا فى الوقت الحالى، كما يبدو أن الأهم الآن هو اكتساب الزخم في مناطق أخرى من العالم، خاصة فى آسيا بعد التخفيف الطفيف للنزاع التجارى بين الولايات المتحدة والصين”.