تراجعت مبيعات السيارات في الصين للعام الثاني على التوالى، حيث أثر تباطؤ الاقتصاد والنزاعات التجارية مع الولايات المتحدة على ثقة المستهلكين، وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن هذا التباطؤ يعني أن الركود فى أكبر سوق للسيارات فى العالم يدخل عامه الثالث بعد نمو استمر منذ عام 1990 وحتى 2018.
وكشفت بيانات الجمعية الصينية لمصنعى السيارات أن الانخفاض في المبيعات كان بنسبة 8.2% إلى 25.8 مليون سيارة في عام 2019، وجاء هذا عقب انخفاض بنسبة 2.8% إلى 28.1 مليون في عام 2018 مقارنة بالعام السابق، وقال محللون إن مبيعات السيارات وقعت ضحية للانكماش الاقتصادى الذي دفع المستهلكين إلى إلغاء أو تأخير شراء السلع الكبيرة، وانخفض نمو الناتج المحلى الإجمالى للصين إلى 6% وهو أدنى مستوى فى 30 عامًا فى الربع الثالث من عام 2019.
وقالت وانغ يان، المحللة لدى شركة “فورين” وهى مستشار في صناعة السيارات في بكين إن مبيعات السيارات لها علاقة كبيرة بالاقتصاد الكلى، حيث من غير المتوقع أن يزور الأشخاص الوكلاء عندما يكونوا غير متأكدين من فرص عملهم”.
وأوضح ييل تشانج، المحلل في “اوتوموت انسايت” وهي شركة استشارية مقرها شنغهاى، أن صعود سوق السيارات المستعملة لعب أيضاً دوراً فى خفض مبيعات السيارات الجديدة.
أضاف أن ثقة المستهلكين قد تنتعش بعد توقيع الولايات المتحدة والصين على المرحلة الأولى من الصفقة التجارية، ونمت مبيعات السيارات المستعملة بنسبة 5% على أساس سنوى لتصل إلى مستوى قياسى بلغ 13.2 مليون فى أول 11 شهرًا من العام الماضى.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن السيارات الكهربائية، التى كانت ذات يوم نقطة مضيئة في سوق قاتمة فقدت قوتها بعد أن خفضت بكين الإعانات الحكومية في يونيو الماضي بأكثر من النصف، مما دفع العديد من الشركات المصنعة إلى خفض الإنتاج، وانخفضت مبيعات سيارات الطاقة المتجددة بنسبة 4% على أساس سنوي إلى 1.2 مليون سيارة العام الماضي أى أقل بكثير من الهدف الرسمى البالغ 1.6 مليون.
وقالت وانغ، “من الصعب للغاية بالنسبة لصانعي السيارات الكهربائية تلبية احتياجاتهم بعد تخفيض الدعم الأمر الذى يجعلهم يترددون فى زيادة الإنتاج”، ومع بدء الاقتصاد الصينى فى إظهار علامات القوة مع ارتفاع الاستثمار الثابت فى نهاية العام الماضى يتوقع المحللون استقرار مبيعات السيارات إن لم يكن التعافى فى العام المقبل.