قال العديد من الاقتصاديين، إنه يتعين على المحافظ الجديد لبنك إنجلترا ومستشاريه أن يتخذوا إجراءات مبكرة لضمان امتلاك البنك المركزى، للأسلحة التى يمكنه نشرها عندما يضرب الركود المقبل البلاد، وأظهر استطلاع رأى أجرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” الشهر الماضى أن ثقة الاقتصاديين تتضاءل فى قدرة صانعى السياسة النقدية على مواجهة الانكماش.
واعتقد غالبية الاقتصاديين أن اقتصاد المملكة المتحدة لن يتحسن العام الحالى وسيبقى على ما كان عليه فى عام 2019 عندما تباطأ النمو إلى أدنى مستوى له منذ عقد من الزمان، وحث العديد من المشاركين في الاستطلاع محافظ البنك المركزى الجديد على أن يحذو حذو بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، والبنك المركزى الأوروبى، وإجراء مراجعة جذرية وفرعية لاستراتيجية بنك إنجلترا وأدوات السياسة النقدية.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن أندرو بيلى، المحافظ الجديد للبنك المركزى يحتاج إلى الاستعداد للتباطؤ المقبل ويحتاج البنك إلى أدوات جديدة، وقال سوشيل وادوانى، العضو السابق فى لجنة السياسة النقدية التابعة لبنك إنجلترا: “لقد حان الوقت الآن للتفكير بجرأة وإبداع”.
واوضح جوناثان بورتس، الأستاذ في جامعة “كينجز كوليدج” فى لندن “بعد 10 سنوات من معدلات الفائدة المتدنية للغاية، حان الوقت لإجراء مراجعة شاملة والتركيز الحصرى على التضخم والمستوى المستهدف إلى جانب العلاقة الأوسع مع السياسة المالية.
وكشفت البيانات الجديدة، أن الاقتصاد البريطانى تقلص فى الفترة التى سبقت انتخابات ديسمبر الماضى الأمر الذى يؤكد الحاجة الملحة لدعم دفاعات المملكة المتحدة ضد الركود.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يخطط فيه بنك إنجلترا لإجراء “مراجعة بحثية” لإطار السياسة النقدية في المملكة المتحدة خلال العام المقبل، وصرح مارك كارنى، فى مؤتمر استضافة بنك إنجلترا الأسبوع الماضى أن صانعي السياسة يمكن أن يلتزموا بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير حتى يكون هناك دليل واضح على أن التضخم كان مستدامًا.
وقال جون مولباور، أستاذ الاقتصاد بجامعة أكسفورد: “يجب أن يكون استخدام التيسيرات الكمية لدعم قاعدة مالية جديدة على جدول الأعمال البنك المركزى الفترة المقبلة”، وأوضح آخرون، أن الوقت قد حان لجعل بنك إنجلترا، الاستقرار المالي هو الأولوية، وقال ريتشارد ديفيز، زميل في كلية لندن للاقتصاد: “لقد كان عقد 2010 بمثابة عقد البنك المركزى ويجب أن يعمل بنك إنجلترا، على ضمان أن تكون 2020 أكثر هدوءًا”.