تعددت أسباب تراجع صادرات الجلود على مدار العام الأخير، بعضها تماشياً مع ظروف السوق العالمى والحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وبعضها الآخر اقترن بنقل المدابغ من منطقة مجرى العيون بمصر القديمة إلى مدينة الروبيكى.
وفى النهاية، أثرت هذه الأسباب على حجم الطلب الخارجى على المنتج المصرى، وعلى تنافسيته فى السوق العالمى.
قال هشام المغربى، رئيس مجلس إدارة مدبغة المغربى، إنَّ تراجع صادرات الجلود، خلال الفترة الأخيرة، جاء لعدة أسباب حالت دون تطور الصادرات، فضلاً عن خفضها للميزة التنافسية.
وفى مقدمة الأسباب، عملية النقل من منطقة مجرى العيون إلى مدينة الروبيكى، والتى بدأت منتصف 2018.
وتبع عملية النقل، خفض الطاقة الإنتاجية، وتوقف بعض المدابغ لحين تركيب الماكينات، والتى خفضت معها إجمالى الإنتاج، وبالتالى أثرت على حجم الصادرات.
أضاف: «الانتقال إلى الروبيكى لم يكن وحده سبب هذا التراجع.. لكن انخفاض السعر العالمى للجلود، لعب دوراً محورياً فى تراجع الصادرات، خصوصاً فى ظل انخفاض أسعار الدول المنافسة، مقابل ارتفاع التكلفة للمنتج المحلى».
أكد «المغربى»، أن الأحداث السياسية والتوترات على الساحة العالمية، تسببتا فى تراجع الطلب على الجلود وانخفاض الأسعار بنسب تتراوح بين 25 و%40، إذ انخفض سعر القدم البقرى من 2 دولار إلى 1.3 دولار خلال العام الأخير.
وتابع: «بالتزامن مع نقل المدابغ إلى مدينة الروبيكى، ارتفعت تكلفة الإنتاج وخصوصاً تكلفة فاتورة المياه التى كان لها الأثر الأكبر فى خفض تنافسية المنتج المصرى من الجلود فى السوق العالمى».
وكشف أن جودة الجلود الخام تراجعت، أيضاً، خلال الفترة الأخيرة؛ لأنها تعانى من الإهمال بداية من التحصين ضد الأمراض، وصولاً إلى المراعى والسلخ، إذ يتسبب السلخ بطرق بدائية وخارج المجازر فى زيادة الفاقد وخفض جودة المنتج، وبالتالى خفض العائد على الجلد الذى يرتبط بدرجة الجودة.
وتراجعت صادرات الجلود والمنتجات الجلدية %24.7 خلال الفترة من (يناير- نوفمبر) 2019، لتسجل نحو 73.6 مليون دولار، مقابل 97.8 مليون دولار خلال الفترة نفسها من 2018.
وقال عادل قيراط، رئيس مجلس إدارة مدبغة القيراط الذهبى، إنَّ الأحداث السياسية والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية خفضتا الطلب الأمريكى على المنتجات الجلدية من الصين، وبالتالى خفضت الطلب الصينى على الجلود المدبوغة ونصف التشطيب من مختلف الدول ومن ضمنها مصر.

وأشار إلى أن زيادة حجم المعروض العالمى من إنتاج البرازيل والأرجنتين هبطت بأسعار الجلود، وأصبح صعباً منافستها من قبل المنتج المصرى فى السوق العالمى.
وتابع «قيراط»: «سعر المنتج المحلى فى ظل هبوط السعر العالمى لم يعد قادراً على المنافسة الخارجية خلال الفترة الحالية؛ حيث يبلغ متوسط سعر قدم الجلد الضأن حالياً 60 ـ 70 سنتاً، مقابل ارتفاع تكلفة المنتج المحلى لتصل لـ80 ـ 90 سنتاً».
ولفت إلى وجود رواج فى الطلب المحلى، خلال الأشهر الأخيرة، لكن الشركات المصدرة تتوقع عودة ارتفاع الطلب الخارجى، خلال شهر فبراير المقبل، قائلاً: «نضع آمالاً على زيادة الصادرات عقب المشاركة فى المعارض المتخصصة فى الصين وإيطاليا خلال الفترة المقبلة».
وقال باسم شاهين، مالك شركة أنجال شاهين بالإسكندرية، إنَّ زيادة صادرات القطاع تتطلب عودة الدعم التصديرى للجلود خلال المرحلة المقبلة؛ لتعزيز تنافسية مصر فى الأسواق الخارجية.
وأضاف: «يجب على وزارة الزراعة تشديد الرقابة على الماشية المستوردة من خلال تشديد الكشف الطبى لضمان خلوها من الأمراض. كما يجب التأكد من قدرة تلك الماشية على التأقلم مع طبيعة الجو فى مصر؛ تجنباً لتعرضها للأمراض لاحقاً، حتى لا تسوء حالة الجلد عند الذبح، ومن ثم التأثير بشكل سلبى على صادرات المدابغ».