تراجعت أسعار البترول إلى أقل من 60 دولارًا للبرميل لأول مرة في عام 2020 بعد أن حذرت السلطات الصينية من انتشار فيروس كورونا المميت والذى من شأنه أن يتسارع، الأمر الذى يؤكد المخاوف من التأثير المحتمل لمسببات الأمراض على صناعة السفر العالمية.
وكشفت بيانات صحيفة “فاينانشيال تايمز” تراجع خام برنت بما يصل إلى 3.3% ليصل إلى 58.68 دولار في التعاملات الآسيوية صباح اليوم الاثنين وهو أدنى مستوى في نحو ثلاثة أشهر.
وكانت الصين قد أكدت أن 80 شخصا لقوا حتفهم بسبب الفيروس الجديد في حين أصيب 2744 آخرون الأمر الذى يدفع إلى تسارع أزمة صحية عامة داخل الحكومة الصينية وهو ما جعلها تمدد عطلة العام القمري الجديد لمدة ثلاثة أيام حتى الأسبوع المقبل في محاولة لاحتواء انتشار الفيروس.
واستجاب المستثمرون لمخاوف انتشار الفيروس حيث ارتفع الذهب بما يصل إلى 1.1% ليصل إلى 1588.68 دولار للأوقية بينما انخفضت عائدات سندات الخزانة الأمريكية أجل 10 سنوات بأربع نقاط أساسية لتصل إلى 1.6408% فى وقت ضعف فيه سعر صرف اليوان في الصين بنسبة 0.6% إلى 6.9664 يوان لكل دولار.
وقال أندرو سوليفان، مدير مركز “بيرل بريدج” فى هونج كونج “الناس يحاولون حقًا التعامل مع كيفية التحوط من التعرض للصين ومع وجود عدد قليل جدًا من الأسواق المفتوحة، فمن الصعب جدًا الحصول على مقياس للشعور الحقيقي للمستثمرين”.
وفى الوقت نفسه انخفضت العقود الآجلة لخام الحديد والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتوقعات النمو الاقتصادي في الصين، بنسبة 6.6% لتصل إلى 85 دولارًا للطن بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 2.4% إلى 52.88 دولار.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن انخفاض أسعار البترول جاء على الرغم من التقارير التي تفيد بأن السفارة الأمريكية في العراق قد تعرضت لهجوم صاروخي في نهاية الأسبوع بينما سعى وزير الطاقة السعودي للتقليل من تأثير فيروس كورونا على الطلب على البترول.
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودى إن المملكة وغيرها من منتجي منظمة “أوبك” وحلفائها يمتلكون القدرة والمرونة للاستجابة لأي تطورات فى الازمة الراهنة إذا تطلب الأمر ذلك.
وأوضح ستيفن اينيس، كبير استراتيجيي سوق آسيا في شركة الوساطة “أكسيكورب” أن المخاوف بشأن تأثير تفشي المرض على السفر العالمي وهو مصدر مهم للطلب على البترول الخام تفوقت على التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.