قال خبراء، إن تفشى فيروس كورونا المتصاعد فى الصين سوف يتسبب فى ضرب الاقتصاد الهش فى اليابان بوتيرة أعلى مقارنة باندلاع وباء “سارس” عام 2003، ويأتى ذلك فى الوقت الذى أصبحت فيه السياحة دعامة أكثر أهمية لنمو اليابان خلال العقد الماضى، بالتزامن مع ارتفاع إنفاق السياح الصينيين.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن قرار الصين ببدء حظر مجموعات الرحلات الخارجية فى محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا الجديد آثار القلق لدى بعض الاقتصاديين اليابانيين.
وقال شوجى تونوتشى المحلل لدى شركة “ميتسوبيشى”، إنه إذا تراجعت أعداد الزائرين بنفس السرعة التى تراجعت بها خلال اندلاع “سارس” فقد يتراجع النمو اليابانى بمقدار 0.2 نقطة مئوية، وأوضح المحللون فى بنك “مورجان ستانلى” الأمريكى أنه فى حالة استمرار الأزمة لمدة عام كامل، فقد يتخلى الاقتصاد اليابانى عن 0.45 نقطة مئوية من التوسع.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن تفشى المرض جاء فى وقت سيئ بالنسبة للصين، حيث عطلة رأس السنة القمرية الجديدة وهى فترة سفر ملحمية تكون عادةً أكبر هجرة بشرية سنوية فى العالم.
وأضافت أن التوقيت كان سيئًا أيضًا بالنسبة لليابان، حيث من المتوقع انخفاض الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 3.7% فى الربع الأخير من العام الماضى وسط تراجع الصادرات وتقلص الإنفاق الاستهلاكى بعد زيادة ضريبة المبيعات فى أكتوبر الماضى.
وكتب شوجي هيراكاوا، الاستراتيجى في معهد “توكاي طوكيو” للأبحاث فى مذكرة موجهة إلى العملاء “بالنظر إلى توقيت السنة القمرية الجديدة والزيادة فى عدد الزوار الصينيين فى الخارج، أتوقع أن يكون التأثير الاقتصادى أكبر”.
وكانت طفرة السياحة فى اليابان واحدة من قصص النجاح الاقتصادى القليلة فى عهد رئيس الوزراء شينزو آبى بسبب الخطوات الحكومية الرامية إلى تخفيف الموافقات على التأشيرات، حيث ارتفع عدد زوار اليابان 4 أضعاف تقريبًا ليصل إلى 31.9 مليون منذ عام 2012، مما عزز القطاعات من مستحضرات التجميل إلى السلع الاستهلاكية والضيافة والمحاسبة لما يقرب من 1% من الناتج المحلى الإجمالى فى عام 2018.