أنفقت شركة “اتصالات مصر” نحو 100 مليون جنيه على مجال المسئولية المجتمعية، من خلال تنفيذ عدة مبادرات فى 3 محاور رئيسية هى التكنولوجيا، والصحة، والموظف المسئول، لزيادة التفاعل الإيجابى مع القضايا المجتمعية.
قال خالد حجازى الرئيس التنفيذى للقطاع المؤسسى باتصالات مصر فى حوار لـ”البورصة”، إن الشركة تلتزم بدعم بناء وتطوير المجتمعات التى تعمل بها، إذ تلعب المسئولية المجتمعية دوراً أساسياً فى استراتيجية “اتصالات مصر”.
وأوضح حجازى، أن الشركة لديها العديد من المبادرات منذ 2007 بمجال المسئولية الاجتماعية للشركات CSR، وتضع كلاً من ملفى الصحة والتكنولوجيا على رأس أولوياتها.
وتابع: “تهدف تلك المبادرات لبناء عالم رقمى آمن باستخدام الوسائل الفنية والتكنولوجية التى توفرها الشركة، لتوصيل الخدمات الصحية لأكبر عدد من المواطنين، وإحداث تأثير إيجابى طويل المدى على حياتهم”.
ولفت حجازى، إلى تدشين مؤسسة اتصالات لتنمية ورعاية المجتمع، التى تعد ذراع الخدمة المجتمعية لـ”اتصالات مصر”، بهدف حل التحديات التى تواجه الدولة، وأهمها المشاكل الصحية، ورفع الوعى المجتمعى لدى المواطنين.
وأوضح أن الشركة تخصص جزءاً من ميزانية الشركة السنوية لهذا القطاع إذ بلغ إنفاق الشركة فى مجال الـCSR نحو 100 مليون جنيه على مدار 12 عاماً.
قال حجازى، إن استراتيجية الشركة تسعى لخلق تأثير مجتمعى مستدام، وتفعيل الركائز الأساسية لمبادرات الشركة فى 3 محاور رئيسية، أولها محور التكنولوجيا، من خلال الاستثمار فى موارد الشركة لإحداث تأثير إيجابى على التنمية المجتمعية.
وثانى المحاور يركز على قطاع الصحة، عبر المساهمة المجتمعية المستدامة، والأخير هو محور “الموظف المسئول” عبر تحفيز الموظفين وزيادة تفاعلهم الإيجابى مع القضايا المجتمعية المهمة، كما تعمل “مؤسسة اتصالات لتنمية ورعاية المجتمع”، على دعم وتطوير عدة قطاعات منها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للرعاية الصحية، وتمويل الرعاية الصحية، وتدريب العاملين وتجديد وتطوير المرافق، وتوفير أحدث الأجهزة الطبية والمعدات، ودعم المشروعات الناشئة بالقطاع.
وتستهدف الشركة خلال 2020، استكمال مشروعاتها التنموية المستدامة التي تبنتها بمجال الصحة، أبرزها تطوير قسم الأطفال بمستشفى أم المصريين سعة 300 مريض يومى، بالتعاون مع جمعية “رسالة نور على نور”، كما تنفذ مشروع تعظيم دور القطاع الخاص فى تقديم خدمات تنظيم الأسرة، الذى يستهدف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا فى محافظة بورسعيد بالتعاون مع مجلس السكان الدولى.
وأكد الانتهاء من مشروع “صحة وحياة” بالتعاون مع جمعية أصدقاء معهد القلب القومى، قبل نهاية أكتوبر المقبل بمحافظتى الإسماعيلية والسويس.
ويهدف المشروع إلى تحسين الخدمات الصحية لتلبية الاحتياجات الرئيسية للمجتمع، فضلاً عن رفع الوعى بشأن القضايا المهمة المتعلقة بالصحة.
تابع :”وتعمل الشركة على “تحسين صحة الطفل والممارسات الصحية فى المدارس” بالتعاون مع مؤسسة الإغاثة والطوارئ، وهذا المشروع مقرر تنفيذه على مدار 12 شهراً بإحدى المدارس الحكومية فى الفيوم مع وزارة التربية والتعليم، ومديرتى الصحة والتضامن الاجتماعى بالمحافظة”.
قال حجازى، إن مؤسسة اتصالات لتنمية ورعاية المجتمع، أطلقت مبادرة “مستشفى الخير العائم” لرعاية الأطفال والأمهات بمحافظات الصعيد، بالتعاون مع نادى “روتارى مصر”، تحت رعاية وزارة الصحة والسكان.
ومن خلال هذه المبادرة، ترسو المركب أسبوعاً فى كل محافظة من محافظات الصعيد، لتقديم خدمات التشخيص، والعلاج، وصرف الأدوية، وتحويل الحالات للرعاية المتطورة، وتقديم الخدمة للآلاف من أبناء القرى والنجوع الأشد فقرًا، بجانب تدشين برامج متخصصة للتوعية والتدريب بهدف رفع الوعى ودعم أداء القائمين على رعاية الطفل.
وبلغ إجمالى المستفيدين من الخدمات الصحية المباشرة 66 ألف حالة، ووصل عدد المستفيدين من برامج التوعية والتدريب نحو 330 ألف مستفيد، فضلاً عن 150 ألف مستفيد من برامج الدعم المجتمعى، ودعم 22 عيادة صحية فى 18 تخصصاً مختلفاً.
كشف حجازى، أن الشركة سددت تكاليف إجراء نحو 6 آلاف عملية جراحية، وساهمت فى توفير 4 آلاف طرف اصطناعى، و5 آلاف تحليل دم، و6 آلاف حالة علاجات متقدمة.
ولفت إلى دعم “اتصالات مصر”، الحملة الرئاسية “100 مليون صحة”، التى أطلقتها وزارة الصحة والسكان نوفمبر 2018، من خلال بث رسائل نصية قصيرة للتنويه بمواعيد الكشف فى المحافظات المعنية، وإبلاغ المواطنين بالخط الساخن وتقديم مزيد من المعلومات حول الحملة.
ودعمت الشركة، مجال الصحة بمحافظة الدقهلية، من خلال منح 200 وصلة USB لحملة 100 مليون صحة الرئاسية.
ولفت إلى المساهمة فى المرحلتين الأولى والثانية لمشروع “تعزيز الصحة والسلامة المدرسية”، بالشراكة مع جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين والهلال الأحمر بأسيوط، بهدف تطوير الممارسات، والمناهج الدراسية، وتدريب المعلمين، ومشاركة المجتمع، فضلاً عن بناء قدرات ومعرفة مهارات تلاميذ المدارس، ليكونوا أبطال التغيير فى مدارسهم والمجتمع، واستهدف برنامج التثقيف الصحى 250 طالباً بقرية الدوير فى محافظة أسيوط.
كما تم تنفيذ برنامج هاكاثون الصحة والتكنولوجيا بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بهدف تشجيع الشركات الناشئة على استخدام الحلول التكنولوجية والرقمية لإيجاد حلول علاجية متقدمة للأمراض غير السارية.
وشاركت “اتصالات مصر” فى مبادرة خط رؤية لمساعدة الصم والبكم، ومبادرة “الماء أصل الحياة”، بجانب رعاية كل من اللجنة البارالمبية المصرية، وحملة فيروس سي Tour n Cure، ومكافحة مرض التوحد.
وأطلقت الشركة 30 قافلة طبية منذ 2018 فى 8 محافظات لخدمة أكثر من 2000 مواطن و4 قوافل طبية فى محافظات ضمن مبادرة “قلبى، حياتى”.
أيضاً خدمة 3 آلاف طالب طب فى مستشفى قصر العينى من خلال التحسين التكنولوجى فى “متحف نجيب باشا محفوظ” التابع للمستشفى، فضلاً عن حملتان للتبرع بالدم فى مستشفى قصر العينى، و”حملة رمضان” فى 5 محافظات.
أضاف أن الشركة تؤمن بأهمية تضافر جهود المثلث الذهبى، الذى يتمثل فى القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدنى، وهو ما تسعى دوما إلى تحقيقه من خلال جميع مبادرات الشركة الخاصة بالمسئولية المجتمعية.
وتابع: “تتعاون الشركة مع مختلف الجهات منها وزارة الصحة والتضامن الاجتماعى ومجلس السكان الدولى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى (UNDP)، كما تتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى ومنها جمعية أصدقاء معهد القلب، وجمعية نور على نور، وجمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين، وشبرا الخير، وكيان مصر، والاتحادى النوعى للأندية الروتارية، ومؤسسة الإغاثة والطوارئ”.
وأوضح الرئيس التنفيذى للقطاع المؤسسى باتصالات مصر، أن المسئولية المجتمعية فى مصر حققت تطوراً ملحوظاً، وبدأ التحول من الأعمال الخيرية إلى المسئولية المجتمعية وصولا إلى مفهوم القيم المشتركة.
150 ألف مستفيد من برامج الدعم المجتمعى.. وساهمنا فى 6 آلاف عملية جراحية
ولفت إلى أن الدولة ساهمت فى رفع الوعى بمبادئ المسئولية المجتمعية وتشجيع ممارسات شركات القطاع الخاص المتعلقة بتطوير المجتمع المصرى ودعم الفئات الأكثر احتياجاً، متوقعاً أن يشهد عام 2020 مشروعات فعالة فى جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، توافقاً مع أهداف الأمم المتحدة بمشاركة جميع القطاعات لدفع عجلة التنمية.
وأشار إلى ضرورة العمل على زيادة إسهامات الشركات الخاصة فى الدور المجتمعى، ويجب التركيز على القضايا الأكثر أهمية، من خلال ترتيب الأولويات وعمل بحث عن القضايا والملفات الأكثر احتياجاً للدعم.
كما لفت إلى أهمية العمل على زيادة الوعى المجتمعى لشركات القطاع الخاص من خلال حلقات نقاشية أو ورش عمل، لحثهم على المساهمة بشكل أكبر فى هذا الملف.
فضلاً عن إتاحة المعلومات بالمشاكل التى تواجهها الدولة بالقطاعات المختلفة من قبل الجهات المعنية وذلك لتسهيل تبنى تلك الملفات.
وأوضح أن الشركة تختار مبادراتها وفقاً لرؤية مصر 2030 لإصلاح قطاع الصحة، وربطها بآخر التطورات فى مجالات الاتصالات التكنولوجية ومن ثم تعمل اتصالات دائماً على دراسة جميع الملفات واختيار الأنسب لإمكانياتها لإحداث أكبر فائدة ممكنة.
قال حجازى، إن اختيار المجالات التى نعمل بها يأتى بناءً على تقييم الاحتياجات، وإجراء أبحاث شاملة من أجل ضمان تحقيق أفضل النتائج على أرض الواقع.
لذا تضع الشركة قطاع الصحة على رأس أولوياتها، لأنه يمثل أحد الأعمدة الأساسية لحل مشكلات مثلث الفقر والجهل والمرض، إذ يستلزم تطوير هذا القطاع الحيوى ملايين الدولارات.
وكشف أن من أبرز التحديات التي تواجه المسؤولية المجتمعية فى مصر، سبل المتابعة وتقييم أداء المبادرات، وحصر الأرقام والنتائج المحققة ومقارنتها بالأهداف الرئيسية للمشروع والالتزام بالشفافية.
يضاف لذلك عدم توافر الكوادر اللازمة لتنفيذ مبادرات المسئولية الاجتماعية، وهو ما يعد عنصراً أساسياً لنجاح المشاريع، وكذلك ارتفاع تكلفة تنفيذ المبادرات وعدم توافر التمويل المناسب.