نمت صادرات مصر الزراعية إلى المملكة المتحدة الموسم الماضى على مستوى الكميات والقيمة، بنسب 32.4% و15.4% على التوالى، وتبحث السوق المصرية موقفها من السوق الإنجليزى حال التخارج من دول الاتحاد الأوروبى.
وفقًا لبيانات الصادرات المصرية، كان النمو الذى حصلت عليها بريطانيا هو الرابع بين الأسواق المستوردة للحاصلات المصرية الموسم الماضى، وهو ما يعبر عن أهميته بالنسبة للحاصلات الزراعية المصرية، والتى قد تتأثر حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
ارتفعت صادرات الحاصلات إلى بريطانيا الموسم الأخير إلى 228.4 ألف طن بقيمة 172 مليون دولار، مقابل 172.4 ألف طن قيمتها 149 مليون دولار الموسم السابق له، لتحتل بذلك الترتيب الرابع ف قائمة أكبر الدول نموا في معدل الصادرات بعد تركيا والصين واليونان.
بدأ التلويح بخروج «بريطانيا» من أوروبا فى العام 2016، ونظمت بريطانيا استفتاء عام 2016 صوتت فيه الغالبية لصالح الخروج من الاتحاد بعد أن ظلت عضوا لأكثر من 40 عامًا.
فى هذا السياق تسعى مصر لزيادة معدلات التبادل التجارى مع انجلترا، لتجنب التأثير السلبى من خروجها من اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية؛ وذلك من خلال إبرام اتفاقية تبادل تجارى حر مع المملكة.
نوه محمود الشيشينى، المدير التجارى بشركة المغربى الزراعية «مافا»، عن سرعة التنسيق بين الحكومة المصرية والبريطانية بشأن التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة بين البلدين حتى لا تتضرر الصادرات المصرية مع مغادرة المملكة للاتحاد الأوروبى.
اعتبر الشيشينى، أن السوق الإنجليزى واعد أمام صادرات الحاصلات الزراعية بوجه عام ولمنتج العنب بوجه خاص، إذ يتصدر قائمة المستوردين للعنب المصرى.
أوضح أن العنب المصرى يدخل انجلترا برسوم حمائية، لذا يجب التوصل إلى اتفاق لإزالة هذه الرسوم خاصة أن المملكة ليست دولة منتجة للعنب، ما يُسهم فى مضاعفة صادرات المحصول المصرى.
تستورد المملكة المتحدة كميات متنوعة من المحاصيل الزراعية، لكنها تحتل المركز الأول فى قائمة أكبر الدول المستوردة للعنب المصرى، وبلغت التعاقدات الموسم الماضى نحو 28.5 ألف طن بقيمة 56 مليون دولار.
استوردت المملكة أيضًا موالح من مصر بنحو 81 ألف طن قيمتها 22.4 مليون دولار، وبصل طازج بكميات 57 ألف طن قيمتها 22.4 مليون دولا، وفراولة طازجة 2700 ألف طن بقيمة 7.7 مليون دولار، وفلفل طازج بنحو 288 ألف طن قيمتها 462.6 مليون دولار.
وفقًا لتصريحات حكومية مصرية، تتفاوض، وزارة التجارة والصناعة المصرية مع الجانب البريطانى على وضع اتفاقية تجارة حرة جديدة بين الجانبين المصرى والبريطانى، بعد انتهاء خروج بريطانيا نهائياً من الاتحاد الأوروبى.
أشارت وزارة الصناعة فى بيان لها، إلى رغبة الجانب البريطانى فى التفاوض مع مصر حول الشروط الجديدة ووضع أعمال تحضيرية لكيفية سير التبادل التجارى مستقبلا، لكن تم الاتفاق على الانتظار لحين توقيت الخروج النهائى وبدء المفاوضات بعدها.
أضاف محمد الأبجى، رئيس مجلس إدارة شركة وادى النيل للحاصلات الزراعية، إن صادرات الحاصلات الزراعية تعتمد على تصدير نسبة كبيرة من صادراتها للسوق الأوروبية بما فى ذلك السوق الانجليزى.
لفت إلى أهمية تحديد موقف الصادرات المصري للسوق الإنجليزي حال الخروج من الاتحاد الأوروبي حتى لا تفقد ميزتها التنافسية.
قال أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى، إن فتح الأسواق الجديدة هو السبيل الأقوى أمام السوق المصرية للخروج من أزمة فقدان الأسواق بشكل عام والأمر لا يتوقف عن موقف إنجلترا فقط.
أوضح العطار، أن التغيرات المناخية عاملًا أقوى يؤثر على الصادرات الزراعية بصورة سنوية، لذا قد نفقذ الأسواق التقليدية فى موسم ما، وبالتالى فالتوسع فى الأسواف التى تقبل الحاصلات المصرية يمنع من التأثر بشكل أو بأخر.