بدأت عملية إبرام صفقات الدمج والاستحواذ العالمية بأبطأ انطلاقة لها منذ 7 سنوات فى عام 2020، حيث فشلت الشركات فى إتمام معاملات بأحجام مماثلة.
وكشفت بيانات شركة “ريفينتيف”، أن الشركات فى جميع أنحاء العالم تمكنت من عقد صفقات دمج واستحواذ بقيمة 164 مليار دولار الشهر الماضى بعد تراجع الصفقات فى الولايات المتحدة وعبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن يناير الماضى كان الشهر الأكثر هدوءاً لعمليات الدمج والاستحواذ منذ أبريل 2013، وأظهرت بيانات “ريفينتيف”، أن إبرام الصفقات العالمية لايزال منخفضاً بأكثر من 30%، مقارنة بمستوى يناير 2019.
وتشمل أكبر الصفقات خلال العام عملية الاستحواذ على شركة “هيكسل” التى تبلغ قيمتها 7.6 مليار دولار من قبل شركة “وودوارد” لتصنيع قطع غيار الطائرات، واندماج بقيمة 8 مليارات دولار لمجموعتى “كابيتال لاند مول تراست” و”كابيتال لاند كوميرشال تراست”.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن عدم اليقين الجيوسياسى، بما فى ذلك محاكمة الرئيس دونالد ترامب، ومخاوف المرشحين الديمقراطيين من أقصى اليسار والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى المخاوف الأخيرة من أزمة صحية عالمية، تسبب فى هز الثقة بين أعضاء مجلس الإدارة والمديرين التنفيذيين فى الشركات الكبرى.
وقالت ميليسا سوير، الشريكة فى مكتب المحاماة “سوليفان آند كرومويلا”، إن التأثير التراكمى لانعدام الثقة حول التقييمات العالية، والتدقيق التنظيمى، وعدم اليقين فى الاقتصاد الكلى وفيروس كورونا جعل الناس أكثر محافظة قليلاً مقارنة بالماضى.
وأوضح ديفيد كلين، شريك فى شركة “كيركلاند آند آليس” للمحاماة، أن الصفقات التى واجهت مراجعات صعبة من قبل هيئات مراقبة المنافسة استغرقت وقتًا أطول لإنجازها فى هذه البيئة المضطربة، وهو الأمر الذى سيردع بعض المشترين.
وقال مصرفيون ومحامون فى “وول ستريت”، إن الشركات لاتزال تقيم عشرات عمليات الاستحواذ، خاصة بالنظر إلى أن النمو الاقتصادى البطىء المستمر دفعهم لسنوات إلى التفكير فى إبرام الصفقات كأداة لتعزيز الإيرادات والربحية، لكن تفشى فيروس كورونا يمكن أن يضعف الحماس لإبرام الصفقات إذا تسارع انتشاره.
وقال داستى فيليب، الرئيس المشارك العالمى لعمليات الدمج والاستحواذ فى بنك “جولدمان ساكس”، إن الصفقات لدى البنك الأمريكى كانت قوية وأن الحوار مع العملاء ظل نشطًا للغاية، لكن لم نشهد صفقات كبيرة نتيجة حالة عدم اليقين المتعلقة بالانتخابات والفيروس الصينى، وحذر فيليب، وآخرون من أنه من السابق لأوانه استخلاص استنتاج بشأن نشاط العام على أساس شهر واحد من الصفقات المعلنة.