سجلت مبيعات السندات الجديدة من قبل المقترضين الأكثر مخاطرة من الشركات حول العالم رقماً قياسياً الشهر الماضى، حيث سعت الشركات إلى الاستفادة من انخفاض تكاليف التمويل الناجم جزئياً عن تفشى فيروس “كورونا”.
وقالت شركة “ديلوجيك”، إنه عادة ما يكون إصدار السندات متباطئ فى بداية العام، عندما تحاول الشركات جمع أكبر قدر ممكن من تمويلها السنوى، لكن موجة الصفقات العام الحالى كانت كبيرة بشكل غير عادى.
وكشفت بيانات “ديلوجيك”، أن قيمة الإصدارات الجديدة منذ مطلع 2020 وحتى 31 يناير بلغت 73.6 مليار دولار، متجاوزة أى إجمالى شهرى على مدى السنوات الـ25 الماضية وتجاوزت أرقام الشهر الماضى الرقم القياسى السابق فى مارس 2017 البالغ 70.8 مليار دولار.
وقال مارك غرانت، كبير الاستراتيجيين العالميين فى بنك الاستثمار “بى رايلى إف بى آر”، إن الاندفاع نحو طرح الديون ذات العائد المرتفع يدل على أننا نقترب من نهاية تكاليف الاقتراض المنخفضة للغاية للسندات دون الدرجة الاستثمارية.
وتراجعت عائدات سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات بأكثر من 30 نقطة أساس منذ بداية يناير إلى أدنى مستوى فى 4 أشهر عند 1.5%.
وفى الوقت نفسه، فإن مخزون الديون ذات العائد السلبى العالمى آخذ فى التوسع مرة أخرى، بعد أن انخفض من مستوى قياسى بلغ 17 تريليون دولار فى نهاية أغسطس إلى 14 تريليون دولار فى الوقت الحالى.
وساعدت ضمانات البنوك المركزية فى الحفاظ على غطاء تكاليف الاقتراض، حيث زاد التجار من رهاناتها بأن مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، سوف يخفض أسعار الفائدة أكثر من مرة واحدة فى عام 2020.
وعلى هذه الخلفية، استحوذ المستثمرون على الأصول ذات المخاطر العالية بحثاً عن عائدات أعلى، حيث شهدت الأسابيع الـ4 الأولى من عام 2020 أكبر التدفقات إلى صناديق السندات، خاصةً مجموعة السندات عالية المخاطر.