تراجع عدد بطاقات ائتمان تحويل الرصيد ذات الفائدة الصفرية في اﻷسواق إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أعوام، مما يحد من الخيارات المتاحة أمام المستهلكين الساعين إلى توفير اﻷموال من خلال خلط ديونهم بين البطاقات الائتمانية.
أفاد موقع “Moneyfacts” المتخصص في الشئون المالية، أن المستهلكين استطاعوا اختيار ما يصل إلى 122 صفقة ذات فائدة صفرية في يناير 2017، ولكن هذا العدد انخفض حاليا إلى 76 صفقة.
وخلال نفس الفترة، انخفض أيضا متوسط المدة الزمنية التي ينطبق عليها معدل 0% قبل أن يتم فرض معدلات فائدة من 659 يوما إلى 536 يوما، وانخفضت أطول صفقة بدون فوائد من 43 شهرا إلى 29 شهرا.
وقالت راشيل سبرينجل، الخبيرة المالية في موقع “Moneyfacts”، إن بداية العام الجديد يمكن أن تؤدي إلى زيادة في الطلب على عروض بطاقات الائتمان ذات الفائدة الصفرية، ولكن عدد العروض وصل إلى مستوى قياسي منخفض في يناير الحالي.
وأوضحت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن اﻷشخاص عادة ما يستخدمون تحويلات الرصيد بدون فوائد للحد من تكلفة الاقتراض، فيمكن أن يتم ذلك عن طريق تحويل الديون القديمة إلى بطاقة جديدة بفائدة 0% لفترة محددة.
وتعمل هذه البطاقات بشكل أفضل للمقترضين القادرين على تسوية رصيدهم قبل انتهاء فترة التمتع بالفائدة الصفرية، وبعد ذلك ترتفع تكلفة الدين عادة إلى معدل فائدة قياسي.
وسيجد المقترضون، الذين استفادوا من أفضل صفقة خالية من الفوائد في يناير 2017 وفقا لعرض مقدم من شركة “أم.بي.أن.أيه” لمدة 43 شهرا، أن الصفقة ستنتهي في نهاية العام الجاري، وبالتالي إذا لم يتمكنوا من سداد ديونهم وأرادوا تبديل الصفقة فإنهم سيجدون أن الصفقة اﻷفضل الآن تقدم مدة زمنية أقل تصل إلى 29 شهراً.
ومع ذلك، تعتبر تكلفة تحريك الديون، التي تعرف باسم رسوم تحويل الرصيد، أيضا أعلى ثمنا استنادا إلى الصفقة الكبرى اليوم وقبل ثلاثة أعوام.
ويقدم بنك “سينسبري” حاليا أطول صفقة تحويل بفائدة صفرية، حيث تصل مدة الصفقة إلى 29 شهراً، مع رسوم تحويل رصيد تقدر بـ 2.74%، يليه شركة “أم.بي.أن.أيه”، التي تقدم صفقات بفائدة صفرية خلال المدة نفسها ولكن برسوم تحويل أعلى هامشيا نسبتها 2.79%.
وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت الذي يمكن أن تكون فيه هذه البطاقات وسيلة جيدة لإدارة الديون بالنسبة لبعض المقترضين، إلا أنها ليست مخصصة للجميع، أي ما يعني أنه لن يتأهل الجميع للحصول على هذه البطاقات نظرا لتشديد معايير الإقراض.
وقالت سارة كولز، محللة التمويل الشخصي لدى شركة “هارجريفز لانسداون” البريطانية للسمسرة: “عليك أن تكون صادقا مع نفسك بشأن مدى انضباطك مع البطاقة الائتمانية، فإذا انتهى بك الأمر إلى استخدامها للحصول على المزيد من الديون، فإن الفائدة المفروضة يمكن أن تزيد على 20% على المشتريات، وبالتالي ستدفع ثمنا باهظا لأنك متفائل جدا”.
وأوصت بإعداد خصم مباشر لسداد الحد الأدنى على الأقل كل شهر، على الرغم من أن سداد الدين في الموعد المحدد سيقودك إلى دفع المزيد.
وأشارت إلى أن هذه البطاقات تشترط ضرورة دفع الحد الأدنى على الأقل شهريا أو احتمالية خسارة صفقة الفائدة الصفرية وتحمل رسوم أيضا.
وفيما يخص عدم إمكانية تأهل الجميع للحصول على هذه البطاقات، قال أندرو هاجر، مؤسس موقع التمويل الشخصي “MoneyComms”، إن سوق بطاقات الائتمان ذات الفائدة الصفرية يختلف تماما عن ذروته قبل ثلاثة أعوام.
وأشار إلى أنه فكرة رؤية عرض طويل الأجل بفائدة 0%، لا تعني بالضرورة إمكانية قبولك للحصول على العرض، ما لم يكن لديك سجل ائتماني نظيف صارم، موضحا أن المقرضين أصبحوا أكثر انتقائية، لذلك لا ينبغي الشعور بالمفاجأة إذا تم رفض أي شخص أو عرض بشروط غير مناسبة.
وسلط هاجز الضوء على مؤسسة “باركلي كارد” البريطانية، باعتبارها مثالا مناسبا على ما يقوله، حيث أعلنت تلك المؤسسة عن بطاقات ائتمان ذات فائدة صفرية لمدة 28 شهرا وبمعدل 21.9% على المشتريات الجديدة، ولكن يمكن أن يتسبب تصنيفك الائتماني في منحك مهلة تصل إلى 14 شهرا- أي نصف المدة- ومعدل أعلى بكثير يبلغ 29.9% على المشتريات، وبالتالي فإنها تعتبر صفقة لا يمكن التعرف عليها تقريبا مقارنة بتلك التي كان يتقدم الفرد للحصول عليها.
ويمكن للمستهلكين، الذين يتقدمون للحصول على بطاقات ائتمانية ورفض طلبهم، العثور على نقاط الائتمان الخاصة بهم تالفة بشكل أكبر، لذلك يوصي الخبراء باستخدام حاسبة الاستحقاق عبر شبكات الإنترنت قبل التقديم، لأن هذا لن يؤثر على درجة ائتمان المستخدم.