بدأت ألمانيا عام 2020 باقتصاد مريض ومصنعين منكوبين، مما جعلها غير مستعدة لاستمرار حالة عدم اليقين التجاري وتهديدات فيروس “كورونا” المميت.
أفادت وكالة أنباء “بلومبرج” أن أكبر اقتصاد في أوروبا تأثر سلبا بقوى متعددة حولته من محرك نمو إلى واحد من أضعف الدول أداء في منطقة اليورو، فقد نما الاقتصاد اﻷلماني بنسبة 0.6% فقط في العام الماضي وربما يكون أدائه أفضل قليلا هذا العام.
ونما اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 1.2% في عام 2019، على الرغم من أن وتيرة النمو بلغت 0.1% فقط في الربع الرابع من العام.
وكان على ألمانيا التعامل مع القضايا المحلية، بداية من المقرضين المتعثرين وحتى الاضطرابات المرتبطة بالتغييرات المناخية في صناعة السيارات، كما أن السياسة أضيفت إلى سلسلة العناوين السلبية في الآونة الأخيرة، في ظل استقالة أنيغريت كرامب كارنباور، وريثة أنجيلا ميركل في المستشارية، من رئاسة الحزب المحافظ اﻷلماني.
وهناك نقطة مضيئة واحدة في ألمانيا ومنطقة اليورو اﻷوسع نطاقا وهي سوق العمل، حيث أظهرت أحدث البيانات تسارع نمو عملية التوظيف في الكتلة المكونة من 19 دولة إلى 0.3% في نهاية عام 2019.
وإذا كان هناك بحث عن المزيد من الإيجابيات، فإن ألمانيا التي تتجنب الانكماش، التي يعتبرها البعض مخاطرة كبيرة، يتعين عليها إسكات التكهنات في اللحظة التي تقترب فيها من الركود، ولكن الأخبار السيئة لا تزال مهيمنة وتثقل كاهل اليورو، الذي وصل إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ 3 أعوام تقريبا، كما تظل العوائد على السندات الألمانية لأجل 10 أعوام عالقة تحت دون الصفر.
وفي الربع الرابع، شهدت ألمانيا تباطؤا حادا في الإنفاق الاستهلاكي والحكومي، وانخفاضا كبيرا في الاستثمار في المعدات وعجزا تجاريا.
وقال جيمي راش، الاقتصادي في “بلومبرج إيكونوميكس”، إن الاستقصاءات التجارية، التي تقدم أفضل قراءة للناتج المحلي الإجمالي، تشير إلى أن توقعات الربع الأول أكثر إشراقا قليلا، فنحن لا نتوقع أن تؤثر الصناعة على النمو بقدر ما كانت عليه في الربع الرابع وأن نشهد انتعاشا متواضعا في الربع الأول.
كان من المفترض أن يشهد عام 2020 انتعاشا، وهي نظرة أصبحت الآن قيد البحث وسط ضعف مستمر في الصناعة بالإضافة إلى تداعيات تفشي فيروس كورونا في الصين.
وأوضحت “بلومبرج” أن اﻷعمال التجارية تشعر بالفعل بتأثير كورونا، حيث جاء صانع السيارات اﻷلماني “فولكس فاجن” ضمن الشركات التي أجبرت على إغلاق مصانعها في الصين، كما سجلت “دايملر” مبيعات أقل من “مرسيدس بنز” هذا العام.
وحددت المفوضية اﻷوروبية، في توقعاتها الاقتصادية لهذا الأسبوع، فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص في الصين، باعتباره يشكل خطرا رئيسيا سلبيا، خاصة أن البلد الآسيوي المصاب يعتبر سوقا ضخما للشركات الألمانية.
وقال كارستن برزيسكي، كبير الاقتصاديين لدى بنك “إي.إن.جي” في فرانكفورت: “بالنظر إلى المستقبل، فإن أحدث المؤشرات والبيانات الصناعية لشهر ديسمبر لا تبشر بالخير بالنسبة للتوقعات قصيرة الأجل، كما أن تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد الصيني قد يؤخر أي انتعاش في قطاع التصنيع”.