أفادت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن التراجع المسجل فى نشاط التصنيع فى منطقة اليورو قد تباطأ فى فبراير الحالى، ليتحدى بذلك التوقعات التى تشير إلى إمكانية تراجعه بشكل أكبر نظرا لتفشى فيروس كورونا.
سجل مؤشر مديرى المشتريات التصنيعى فى منطقة اليورو 49.1 نقطة فى فبراير الحالى، بارتفاع عن 47.9 نقطة فى يناير الماضى، وبقيمة تتفوق على توقعات المحللين البالغة 47.5 نقطة.
وعلى الرغم من أن هذه القيمة لا تزال أقل من مستوى 50، مما يشير إلى أن غالبية الشركات سجلت انكماشا فى النشاط، إلا أنها أعلى قيمة منذ فبراير 2019.
وفى الوقت نفسه، ظل قطاع الخدمات المهيمن فى منطقة العملة الموحدة مرنا، مما دفع النشاط التجارى العام إلى أعلى مستوى له فى 6 أشهر، كما ارتفعت قراءة مؤشر مديرى المشتريات الخاص بقطاع الخدمات إلى 52.8 نقطة فى فبراير من 52.5 نقطة فى شهر يناير، مما دفع المؤشر المركب بشكل هامشى إلى 51.6 نقطة.
وقال كريس ويليامسون كبير خبراء الأعمال فى «أي. أتش. أس ماركيت»، إن اقتصاد منطقة العملة الموحدة اكتسب زخما على الرغم من أن العديد من الشركات قد واجهت معرقلات بطرق مختلفة بسبب فيروس كورونا، مشيرا إلى أن تأثير الفيروس ألحق مشاكل عديدة بسلاسل الإمداد وأظهر بعض علامات الضرر فى أرقام السفر والسياحة.
وأوضحت جيسيكا هيندز، الاقتصادية فى مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس» أن بيانات مؤشر مديرى المشتريات توفر بعض الطمأنينة بشكل عام تجاه تأثير تفشى فيروس كورونا على اقتصاد منطقة اليورو التى أثبت أنه محدود التأثير حتى الآن، ولكن الاقتصاد لا يزال يفتقر إلى الزخم.
وكان التحسن فى النشاط الصناعى مدفوعا إلى حد كبير بتخفيف التباطؤ المستمر فى اقتصاد ألمانيا، أكبر منتج صناعى فى المنطقة والبلد الأوروبى الأكثر تعرضا للصين من الناحية الاقتصادية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن قراءة مؤشر مديرى المشتريات التصنيعى المحسنة فى ألمانيا، حيث بلغت 47.8 نقطة، بارتفاع من 45.3 نقطة فى يناير، كانت بمثابة مفاجأة بالنسبة للمستثمرين الذين توقعوا أن تحصل البلاد على ضربة أكبر إثر تفشى فيروس كورونا.
ومع ذلك، تدهور نشاط التصنيع فى فرنسا، حيث انخفض مؤشر مديرى المشتريات التصنيعى بأكثر من المتوقع ليبلغ 49.7 نقطة فى فبراير، بعد أن كان 51.1 فى يناير، مما يعكس انخفاض إنتاج الطائرات والقضايا المتعلقة بسلاسل التوريد نتيجة لفيروس كورونا.