الطاقة المتجددة، واحدة من أكثر نماذج المسئولية المجتمعية للشركات أهمية وفعالية، فيمكن للشركات اتخاذ زمام المبادرة، فى ظل التزام دول العالم بأهداف الطاقة المتجددة ضمن اتفاق باريس عام 2015.
وأوضح موقع “Triple Pundit”، أن 4 أسباب تجعل الطاقة المتجددة أمراً ضرورياً يتضح بموجبه مدى التزام الشركة بالمسؤولية الاجتماعية.
وتلك الأسباب كالآتى:
“إنتاجية الموظف على المدى الطويل تحت التهديد”
وفقاً لما نص عليه اتفاق باريس، تنفذ العديد من الدول الكبرى فى العالم خططاً مكلفة لكنها ضرورية، فى ظل محاولات رفع نسبة استخدام الطاقة المتجددة إلى 100% بحلول عام 2050.
والسبب الرئيسى لذلك، أن آثار الاحتباس الحرارى أمر حقيقى وشديد الخطورة، ومن المتوقع أن يكلف الاحتباس الحرارى، الاقتصاد أكثر من تريليون دولار بحلول عام 2030، فى ظل المخاوف الحقيقية المتعلقة بارتفاع درجة التى تسبب نقص الإنتاج.
قال تورد كيلستروم، الأستاذ الزائر فى المعهد الدولى للصحة العالمية التابع لجامعة الأمم المتحدة، أن الحرارة لها تأثير كبير على مكان العمل، فكلما ارتفعت درجة حرارة الجو، كلما انخفض معدل نشاط الفرد فى العمل، مشيراً إلى أن الخسائر الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن تصل إلى مليارات الدولارات.
ويمكن أن يؤثر الاحتباس الحرارى بشكل سلبى على كفاءة الموظف، وهو أمر يجب أن يسعى عالم الأعمال لتجنبه.
“مصادر الطاقة المتجددة أرخص وأكثر كفاءة”
يجب العلم أن الطاقة المتجددة ليست مجرد أمر رائج، فالعالم يتمتع الآن بـ3 أضعاف طاقة الرياح، و15 أضعاف الطاقة الشمسية، مقارنة بما كان الوضع عليه فى 2007.
كانت الجهود المتعلقة بالطاقة المتجددة تواجه عائقاً كبيراً فى السابق، خصوصاً للشركات الصغيرة، ولكن تلك الفجوات بدأت الانخفاض خلال الأعوام القليلة الماضية، إذ انخفضت تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشكل كبير.
وساهم انخفاض طاقة الرياح البرية بنسبة 18% منذ عام 2009 وتكاليف التوربينات بنسبة 30% منذ عام 2008، في جعل طاقة الرياح أرخص مصدر للكهرباء الجديدة.
أما فيما يخص الطاقة الشمسية، فانخفضت تكلفتها بنسبة 80% منذ عام 2008، مما جعل مصدر الطاقة الذى لم يكن ممكنا الحصول عليه، مصدر حقيقى للطاقة بالنسبة للمنازل والشركات على حد سواء.
وفى ظل تحسن التكنولوجيا، أصبحت الطاقة المتجددة أكثر كفاءة، فقد كانت الألواح الشمسية التقليدية تعمل خلال الأعوام الماضية فى المناطق التى تتسم بأيام مشمسة، ولكن تطوير الألواح الشمسية ساهم في تحسين الكفاءة خلال الظروف الملبدة بالغيوم، مما رفع عدد المناطق الجغرافية التي يمكن استخدام ألواح الطاقة الشمسية فيها.
ومن المؤكد أن الشركات بإمكانها الآن متابعة الجهود في مجال الطاقة المتجددة فى ظل انخفاض تكلفتها وزيادة كفائتها، مع العلم النشاط التجارى الذى يعلن عن استخدامه للطاقة المتجددة يقدم نظرة إيجابية لدى العملاء الحاليين والمحتملين، خصوصاً أنه يعرض الأعمال التي تهتم بالعالم الذى نعيش فيه، كما أن ذلك النوع من الأعمال يكون أكثر تنافسية وأفضل من الأعمال التى لا تستخدم أو تروج للطاقات المتجدة.
“زيادة فرص العمل“
وجد تقرير صادر عن منظمة السلام الأخضر، وهي منظمة بيئية عالمية غير حكومية، أن العالم سيتمكن من تحقيق وفورات بقيمة 180 مليار دولار سنوياً إذا حول 70% من برامج الكهرباء إلى الطاقة المتجددة، كما أن هذا التحول من شأنه تعزيز فرص العمل، إذ شهدت ألمانيا توافر 380 ألف فرصة عمل جديدة، فى ظل تلبية ربع احتياجاتها من الطاقة عبر مصادر الطاقة المتجددة.
“التأثير المرئى”
تقوم بعض خطط المسئولية الاجتماعية للشركات بعمل رائع فى تحسين البيئة، وهو أمر تستحق الثناء عليه، ولكن بعض الإجراءات صديقة البيئة أقل وضوحاً من غيرها، رغم أن الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والترويج لها أمر مرئى للغاية، خصوصاً عندما تعتمد الشركة على تكنولوجيا الألواح الشمسية خارج مكاتبها.
ووفقاً لهذا الصدد، يجب على الشركة التي تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة أن توضح ذلك تماماً، خاصة أن مبادرات الطاقة الشمسية المرئية، على سبيل المثال، تعتبر طريقة رائعة لتحويل الرأى العام نحو الأمور الإيجابية.