دفع تنامى انتشار فيروس “كورونا” عالمياً خارج الصين، أسواق المال العالمية لهبوط عنيف الأسبوع الماضى لترتفع الخسائر السوقية لنحو 6 تريليونات دولار، مع تدفقات خارجة من الأسهم والسندات عالمياً، ليتوقع متعاملون أن تنال البورصة المصرية نصيبها من التراجعات خلال الأسبوع الجارى مستهدفة مستويات 12850 نقطة كأولى المحطات القادمة.
أغلقت الأسهم الأمريكية على تراجع حاد، لتنهى أسوأ أسبوع لها منذ الأزمة المالية العالمية، وسط تخلص المستثمرين من الأسهم مع انتشار سريع لفيروس كورونا، مما يثير المخاوف من ركود عالمى محتمل.
وأنهت مؤشرات الأسهم الأمريكية تعاملات الأسبوع على تراجع لكل من “داو جونز”، و”S&P 500″، و”ناسداك” بـ 13.2%%، 11.5%، و10.9% على التوالى.
وختمت الأسهم الأوروبية أسبوع التعاملات منخفضة نحو 1.5 تريليون دولار فى أسوأ أداء أسبوعى لها منذ الأزمة المالية فى 2008، حيث تراجع مؤشر “ستوكس 600” الأوروبى 3.5% يوم الجمعة، فيما سجل “DAX” الألمانى هبوطاً بنسبة 3.9% خلال ختام تعاملات الأسبوع.
وسجل المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية EGX30 انخفاضًا بنسبة 6.5% خلال شهر فبراير الماضى مغلقًا عند مستوى 13008 نقطة، وهبط مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة EGX70 بنسبة 5.3% ليستقر عند مستوى 1209 نقطة.
قال محمد حسن العضو المنتدب لإدارة الأصول بشركة ميداف القابضة، إن مؤشر البورصة المصرية ينخفض متجهاً بقوة إلى منطقة الدعم الرئيسى عند مستوى 13000 نقطة خلال تعاملات الأسبوع الماضى بسبب الضغط البيعى من قبل المستثمرين الأجانب والعرب، حيث سجل المستثمرين الأجانب صافى بيع بنحو 930 مليون جنيه و76 مليون جنيه للمستثمريين العرب، مقابل 1 مليار جنيه مشتريات للمستثمرين المصريين فى فبراير.
وأرجع حسن، الانخفاض إلى تراجع الأسواق العالمية متأثرة بفيروس كورونا، وتوجه المستثمرين الى الذهب، بالإضافة الى إعلان الشركات المدرجة نتائج أعمالها التى حققت معظمها نمو طفيف فى الأرباح.
وتوقع حسن، أن يستمر المؤشر فى نفس الاتجاه العرضى الذى يتخذه منذ بداية العام الجارى، وقال محمد عبدالحكيم، رئيس قسم البحوث، بشركة فيصل لتداول الأوراق المالية، إن شهر فبراير المنتهى شهد تاثيرًا سلبيًا فى النصف الأخير، متأثرًا بأوضاع داخلية وخارجية، موضحًا أن السوق يتداول عند الحد السفلى للاتجاه العرضى الذى يختبره السوق منذ فترة عند مستوى 13000 نقطة.
وأشار إلى حزمة من الأحداث التى أثرت على السوق الشهر الماضى، متمثلة فى الأخبار المتداولة عن شركتى “المصرية للاتصالات” و”مصر الجديدة للإسكان والتعمير” وتأثيرها السلبى على السوق.
وتوقع عبدالحكيم، اختراق السوق مستوى 13000 نقطة لأسفل خلال الشهر الجارى، مشيرًا إلى التأثيرات السلبية للتراجع المتوقع وتحفيزه للقوى البيعية، ناصحًا المستثمرين بالاهتمام بالأسهم ذات التوزيعات الجيدة، ومتابعة مستويات وقف الخسارة، وتراجع مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 6.02 % إلى مستوى 1311 نقطة، فيما انخفض مؤشر egx30 capped بنسبة 8.3% مغلقًا عند 14756 نقطة.
توقع محمد الأعصر رئيس قسم التحليل الفنى بشركة أمان لتداول الأوراق المالية، إن يسيطر الهبوط على مؤشر البورصة الرئيسى egx30 وصولاً إلى 12850 نقطة، وأقصى ارتفاع عند 13300 نقطة، مرجحًا أن يتحرك مؤشر egx70 بين مستويات 1200-1230 نقطة.
وأضاف، أن هبوط المؤشر خلال جلسات الاسبوع بسبب التراجع العنيف فى الأسواق العالمية متأثرة بفيروس كورونا.
ورجح أن يهبط سهم البنك التجارى الدولى خلال الأسبوع ليصل إلى 80 بعد غلق عند مستوى 82 جنيهاً خلال جلسة الخميس، مضيفًا أن أقصى ارتفاع للسهم خلال الأسبوع عند 84 جنيهاً للسهم.
بلغ رأس المال السوقى خلال الشهر 667 مليار جنيه، منخفضًا بنسبة 5.8% عن الشهر قبل الماضى والبالغ 708.1 مليار جنيه، واستحوذت الأسهم على 43.6 % من إجمالى قيمة التداول، فيما اقتنصت السندات نحو 56.3% من التعاملات.
وبلغ إجمالى قيمة التداول بالبورصة 39.2 مليار جنيه خلال الشهر المنتهى، فى حين بلغت كمية التداول نحو 4.159 مليون ورقة مالية منفذة على 391 ألف عملية، مقارنة بإجمالى قيمة تداول قدرها 47.3 مليار جنيه، وكمية تداول بلغت 3.395 مليون سهم منفذة على 377 ألف عملية خلال الشهر قبل الماضى.
واستحوذ المصريون على 62.2 % من التعاملات فى البورصة، بينما استحوذ الأجانب على 26.4% والعرب على 11.4 % بعد استبعاد الصفقات، وسجل الأجانب صافى شراء بقيمة 184.8 مليون جنيه خلال تعاملات فبراير الماضى، فيما سجل العرب صافى بيع بقيمة 590.2 مليون جنيه خلال الفترة نفسها، بعد استبعاد الصفقات.
والجدير بالذكر أن تعاملات المصريين مثلت 63.9% من قيم التداول للأسهم المقيدة منذ أول العام بعد استبعاد الصفقات، بينما سجل الأجانب 25.5% وسجل العرب 10.6%، وسجل الأجانب صافى بيع 5.7 مليون جنيه، بينما سجل العرب صافى بيع بقيمة 789.5 مليون جنيه على الأسهم المقيدة بعد استبعاد الصفقات منذ بداية العام.