يتوقع صانع الإلكترونيات التايوانى “هون هاى المحدودة للصناعات الدقيقة” أو “فوكسكون”، أهم شريك تجارى بالنسبة لشركة “أبل” اﻷمريكية، بدء عمل مصانعها الصينية بشكل طبيعى بحلول نهاية مارس الحالى، بعد التوصل لحل بشأن مشكلة نقص العمالة الشديدة الناجمة عن تفشى فيروس كورونا المميت.
وتنضم الشركة التايوانية، التى تجمع غالبية أجهزة آيفون فى العالم، إلى عدد متزايد من الشركات التى تعتزم العودة إلى الحياة الطبيعية فى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، الذى استطاع السيطرة على انتشار الفيروس الذى اندلع فى يناير وأجبر الملايين على العمل من المنزل وأثر على الخدمات اللوجستية والنمو الاقتصادى.
قالت “هون هاى”، اليوم الثلاثاء، إن مصانعها تعمل الآن بنحو 50% من طاقتها الموسمية، ولكن من المفترض ارتفاع هذه النسبة على مدار الشهر مع عودة العمال إلى مصانع الشركة.
ومع ذلك، حذر رئيس مجلس إدارة الشركة يونج ليو من استمرارية صعوبة تحديد التأثير الكامل للاضطراب الذى استمر لأسابيع أو حتى إمكانية قياس التأثير على الطلب النهائى على مجموعة من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية التى تنتجها الشركة، بداية من أجهزة اللاب توب وحتى وحدات ألعاب الفيديو.
وقال ليو، للمستثمرين والمراسلين فى مؤتمر عبر الهاتف، إن الأعمال التجارية فى جميع أقسام “هون هاى” الأربعة الرئيسية انخفضت فى الربع اﻷول من العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى، مما يعنى إمكانية ثبات المبيعات فى النصف الأول من العام.
وأضاف أنه ليس هناك ارتفاع على الطلب حتى الآن، ولكنه لا يجرؤ ولا يرغب فى توقع أى تأثير من اندلاع الفيروس، مؤكداً أن شركته لا تواجه أى مشكلة كبيرة مع مورديها وتساعدهم فى تأمين الموارد.
وقالت وكالة أنباء “بلومبرج”، إنه باعتبارها أكبر صاحب عمل خاص فى الصين وشريك رئيسى فى العديد من العلامات التجارية الاستهلاكية الأكثر شهرة فى العالم، أصبحت “فوكسكون” رمزاً لكيفية تأثير تفشى فيروس كورونا على الإمدادات العالمية للإلكترونيات المصنوعة فى الصين.
وخفضت “فوكسكون” بالفعل توقعاتها لإيرادات عام 2020 عقب تفشى الفيروس، حيث عطلت العدوى سلسلة إنتاج شركة “أبل” التى تمت معايرتها بعناية، كما اضطرت “هون هاى” إلى تأجيل إعادة فتح مجمعها الضخم “مدينة اﻷيفون” فى مدينة تشنغتشو، فى حين فرضت تدابير صارمة على الحجر الصحى على الآلاف من العمال، ولكن فوكسكون رفعت، منذ ذلك الحين، مكافآت التوقيع بشكل حاد لجذب العمال الجدد الذين تحتاج الشركة إليهم لتجميع منتجاتها، ومع ذلك، بدأت الشركات الصينية فى العودة إلى العمل استجابة للدعوة المطالبة بحماية النمو الاقتصادى، حتى وإن لم تكن هذه العودة بكامل طاقتها فى أغلب الأحيان.