الروبوت الآلى فى مهمة إنقاذ البشر من “كورونا”

تطبيقات الذكاء الاصطناعى تطور التشخيص وتنفذ عمليات التعقيم
أبحاث الشركات الصينية الكبرى تطور أساليب مكافحة العدوى

يجرى تطبيق تقنيات رعاية صحية جديدة لمكافحة تفشى فيروس “كورونا” فى الصين وتتضمن هذه التقنية الذكاء الاصطناعى وبرامج التحليلات واستخدام الطائرات بدون طيار وفقاً لشركة أبحاث سوق الرعاية الصحية “جلوبال داتا”.

وقالت “جلوبال داتا”، إن عدد الوفيات فى الصين تجاوز بالفعل تفشى “سارس” فى عام 2003، وفى ظل هذه الخلفية، تعمل الشركات الناشئة مع الوكالات الحكومية والأطباء والأكاديميين للمساعدة فى احتواء تفشى المرض.

وأوضح فينكاتا نافين، محلل تقنى بشركة الأبحاث، أن الصين أصبحت أكبر منطقة اختبار لتوضيح كيف يمكن تسخير التقنيات الناشئة لتحسين إدارة الوباء وتقليل التأثير الاقتصادى لتفشى الفيروسات، ومع دفع فيروس كورونا النظام الصحى فى الصين إلى مستوى الاضطراب، فإن البلاد تنشر حلولاً تقنية لم يسبق لها مثيل للتغلب على أسوأ أزمة لها منذ سنوات، وأظهر الوباء المستمر مرة أخرى مدى أهمية التكنولوجيات الناشئة فى التنبؤ ومكافحة انتشار الأمراض المعدية. 

وتكشف قاعدة بيانات “إنفونشن إكسبلورير” التابع لشركة “جلوبال داتا” عن العديد من حالات الاستخدام الحاسمة للتكنولوجيات الناشئة لمكافحة فيروس “كورونا”.

ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعى لتحديد تفشى الأمراض وكذلك التنبؤ بطبيعتها واستخدمت شركة “بلو دوت الكندية” تقنية التعلم الآلى للكشف عن تفشى فيروس “كورونا” حتى قبل السلطات الصينية.

وقامت خوارزمية الذكاء الاصطناعى الخاصة بها بتحليل مصادر متعددة مثل التقارير الإخبارية، ومنصات التواصل الاجتماعى والوثائق الحكومية للتنبؤ بمستوى التفشى للمرض.

وأطلقت شركة “إنفيرفيشن للذكاء الاصطناعى” حلاً فى الصين الشهر الماضى والذى تم تصميمه لاستخدامه فى الخطوط الأمامية لمساعدة الأطباء على اكتشاف المرض ورصده بشكل أكثر فعالية، وفرض اندلاع المرض ضغطًا كبيراً على أقسام الأشعة التى تقرأ الآن أكثر من ألف حالة فى اليوم، وعادة ما يتعين على المرضى والأطباء الانتظار لبضع ساعات للحصول على نتائج التصوير المقطعى بتقنيات الحاسوب، لكن الشركة تعمل على تحسين سرعة تشخيص التصوير المقطعى بالحاسب لكل حالة.

ويشكل العدد المتزايد من المرضى الذين يحتاجون إلى التشخيص والمتطلبات المعملية الصارمة لاستخدام مجموعة أدوات الكشف لتأكيد التشخيص تحديات كبيرة للمستشفيات الإقليمية والريفية، وتساعد تقنيات شركة “إنفيرفيشن” المواقع ذات الموارد الطبية المحدودة على الكشف الفورى عن المرضى المشتبه فى إصابتهم بفيروس كورونا للحصول على مزيد من التشخيص والعلاج.

وتساعد روبوتات التعقيم المستقلة المستشفيات على احتواء العدوى فى أجنحة الحجر الصحى عن طريق الانتقال بسهولة إلى منطقة الحجر الصحى لتعقيم الفيروس دون تدخل بشرى، وقام مطور الروبوتات الطبى الصينى “TMiRob” بنشر 10 روبوتات تطهير عبر المستشفيات الكبرى فى “ووهان” لاحتواء انتشار الفيروس. 

كما تساعد الخدمات التى تعمل بنظام سلاسل الكتلة المستشفيات على تقليل الوقت الذى تقضيه فى العمل الإدارى وتخصيص الموظفين للخطوط الأمامية. وتقدم شركة “شينج هيو باو” الصينية، المملوكة لـ”نت فاينانشيال” منصة سلسلة الكتلة لتسريع معالجة المطالبات، مما يقلل الحاجة إلى الاتصال المباشر فى مواجهة تفشى فيروس “كورونا”.

وتكتسب الطائرات بدون طيار شعبية كأسرع وأسلم وسيلة لنقل الإمدادات أثناء تفشى الأمراض وأطلقت شركة “أنتورك” للذكاء الاصطناعى الناشئة فى سنغافورة أول قناة للنقل الجوى فى المناطق الحضرية لتوصيل الإمدادات الطبية بين مستشفى مقاطعة “شينتشانج” ومركز السيطرة على الأمراض فى المقاطعة التى تعد أحد أكثر المقاطعات إصابة بفيروس “كورونا”.

وأصبحت منصة “تشابوتس” أحد أهم مزودى المعلومات بشكل فورى حول تفشى فيروس كورونا، وأطلقت شركة “بى سبوك” الناشئة فى اليابان برنامج الدردشة “بى بوت” لتقديم تحديثات فورية وموثوقة للمسافرين حول انتشار فيروس “كورونا”، ويمكن الوصول إلى البرنامج من خلال تطبيق الجوال، ويمكنه الرد على استفسارات بشان فيروس “كورونا” مثل الأعراض والتدابير الوقائية وإجراءات العلاج.

وعلى الجانب الآخر، انضم قادة التكنولوجيا فى الصين “بايدو” و”على بابا” و”تينسنت” أيضاً فى مكافحة تفشى المرض وقامت “بايدو” بتوظيف خوارزمية تنبؤ الحمض النووى الخاصة بها، وذلك لمساعدة الباحثين على تسريع الوقت المستغرق للتنبؤ بهيكل الحمض النووى للفيروس من 55 دقيقة إلى 27 ثانية.

وأطلقت “على بابا” نظاماً جديداً يعتمد على الذكاء الاصطناعى للكشف عن عدوى فيروس “كورونا” من خلال فحوصات الأشعة المقطعية بدقة تصل إلى 96% فى أقل من 20 ثانية، وأصدرت شركات مثل “آلى باى” و”وى شات” و”تينسيت” ميزة لتتبع الأفراد المتضررين من الفيروس باستخدام رموز “كيو آر” الملونة.