آثارت استمرارية تفشي فيروس كورونا المميت في جميع أنحاء العالم المخاوف تجاه إمكانية حدوث ركود عالمي، لذا عدلت مؤسسة “فوكس إيكونوميكس” بشكل ملحوظ توقعاتها الخاصة بتأثير كورونا المميت على نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي، من استطلاعها السابق في بداية مارس الحالي.
ويتوقع المحللون الخاضعون للاستطلاع، البالغ عددهم 54 محلل، بالإجماع احتمالية حدوث ركود عالمي في الأشهر الـ 12 المقبلة بنسبة 43%، ولكن هناك اختلاف كبير في وجهات النظر، حيث يبلغ الحد الأدنى للتنبؤ 5% والحد الأقصى 90%.
وأعرب أكثر من نصف المحللين في الاستطلاع عن توقعاتهم بانخفاض النمو العالمي هذا العام بأكثر من 0.5%، في حين يعتقد 20% من المحللين انخفاضا نسبته 1.0% أو أكثر.
ويرى المشاركون أن الصين وإيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية، وهي الدول التي تشهد حاليا أكبر حالات تفشي للفيروس، سوف تشهد تأثيرا سلبيا كبيرا على الاقتصاد، ولكن إيران قد تكون الأكثر تضررا بسبب ضعف النظام الصحي لديها وتأخر استجابة الحكومة على تفشي الفيروس.
وقال جوليو روميرو، كبير الاقتصاديين لدى شركة “كورفيكولومبيانا” الكولومبية للحلول المالية، إن كورونا يطلق عاصفة تباطؤ مثالية للاقتصاد العالمي، فالأضرار التي لحقت بالسياحة وسلاسل الإمداد حتى الآن حادة كفاية لتبرير اتخاذ السلطات الاقتصادية، التي تتطلع لتجنب انتقال العدوى إلى النظام المالي، تدابير إضافية.
وأوضح أن كوفيد-19 يمثل خطرا متناميا ويمكن أن يؤثر بشكل بشكل كبير على الاقتصادات الهامة الأخرى، مثل الولايات المتحدة، مما يثير حالة من عدم اليقين قد تستمر خلال الستة أسابيع المقبلة على الأقل، مشيرا إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الدول قادرة على احتواء تفشي الفيروس كما فعلت الصين.
ويتوقع أنابيل بيشوب، كبير الاقتصاديين في مجموعة “إنفستك” الدولية المتخصصة في الأعمال المصرفية وإدارة الأصول، أن تظل الأسواق متقلبة، بانتظار توجيه السلطات النقدية العالمية، كما أن هذه الأسواق تتطلع أيضا إلى مزيد من التحفيز المالي لدعم النمو الاقتصادي العالمي.