محاصيل تعرضت للتلف وأسعار ارتفعت .. ومبيعات انخفضت
«الزراعة» تُشكل لجانًا لمتابعة الأوضاع.. ولا تملك أكثر من الاقتراحات
“نقيب الفلاحين” يسأل: متى يفتح ملف التأمين الزراعى للحماية من الكوارث؟
واصلت موجة الطقس السيئ فى الأيام الماضية تأثيراتها على الأسواق، إذ تسبب تساقط الأمطار الغزيرة فى شلل بحركة التجارة، وتعرضت مساحات زراعية كبيرة للتلف، ويجرى حصرها الآن من قبل وزارة الزراعة.
وقال عبدالفتاح بهجت، رئيس مجلس إدارة شركة فويكى، لصناعة الملابس الجاهزة، إن سوء الأحوال الجوية خلال اليومين الماضيين خفض المبيعات الشهرية بقيمة 170 ألف جنيه.
أشار بهجت إلى أن متوسط المبيعات اليومية للفرع الواحد تتراوح بين 4 و5 آلاف جنيه، وتم غلق كافة فروع الشركة البالغ عددها 33 فرعًا.
أضاف فتحى الطحاوى، نائب رئيس شعبة الأدوات المنزلية بغرفة القاهرة التجارية، أن توقف التجار عن البيع الأيام الماضية تسبب فى خسائر كبيرة، وتبلغ فى المتوسط نحو 20 ألف جنيه عن اليوم الواحد.
ذكر أن التجار تكبدوا غرامات مالية أخرى بسبب عدم الالتزام بالمواعيد، والتى يتمسك بها البعض رغم أن سوء الأحوال الجوية على الجميع وليس على فئة دون أخرى، هذا بخلاف الالتزام بدفع أجور العمال خلال يومى التوقف وتكاليف نظافة المناطق فى الشوارع.
قال هيثم بخاتى، مربى دواجن، إن الأمطار أضرت بالإنتاج، وسببت حالات نفوق كبيرة فى المزارع، وقدر متوسط الخسائر بنحو 50 ألف جنيه للمزرعة فى يومين جراء النفوق وتعرض بعض الخدمات للتلف.
ارتفعت أسعار البيع أمس السبت إلى 28 جنيهًا من المزرعة، مقابل 26 جنيهًا نهاية الأسبوع الماضى، وترتفع أثناء البيع للمستهلك فى محال التجزئة لتتراوح بين 30 و33 جنيها للكيلو بحسب المنطقة، وذلك بسبب قلة المعروض فى الأسواق.
قال عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن الشعبة لم تتلق شكاوى رسمية بشأن نفوق الدواجن فى المزارع جراء الأمطار.
توقع محمد حليم، عضو شعبة الأسماك بالغرف التجارية بالقاهرة، ارتفاع أسعار الأسماك بين 5 و10% خلال الأيام القليلة المقبلة بسبب نقص المعروض وتوقف حركة الملاحة والصعيد جراء الطقس السيئ.
استقرت أسعار الأسماك اليومين الماضيين مع ضعف الطلب، وتتراوح بأسواق الجملة بين 21 و26 جنيها للكيلو البلطى، وبين 40 و85 جنيها للبورى، وبين 125 و325 جنيها للجمبرى العادى، و«الجامبو» بين 350 و400 جنيه، والكابوريا بين 30 و130 جنيهًا.
قال محسن الفيومى، عضو شعبة الخضراوات والفاكهة بالغرفة التجارية فى الجيزة، إن سوء الأحوال الجوية عطل حركة السيارات التى تنقل الخضراوات للسوق، ما دفع التجار إلى إغلاق المحال، بجانب صعوبة جمع الفلاحين للمحاصيل المختلفة وتعرضها للتلف.
أوضح إن أسعار الطماطم بسوق الجملة حاليًأ يتراوح بين 2 و3 جنيهات للكيلو، وسجلت البطاطس اسعارًا بين 2.5 و3.5 جنيه، وانخفضت أسعار الفاصوليا لتبدأ من 7 جنيهات وتصل إلى 11 جنيها.
فيما سجلت أسعار البصل 3 و6 جنيهات للكيلو، والباذنجان البلدى بين 3 و7 جنيهات، والكوسة بين 5 و7 جنيهات، والخيار بين 3 و5 جنيهات للكيلو.
يبلغ سعر البرتقال بين 2 و4 جنيهات للكيلو فى الجملة، وأثناء البيع للمستهلك يتراوح بين 5 و6 جنيهات، والموز بين 4 و6 جنيهات للكيلو، ويباع فى التجزئة بين 10 و12 جنيهًا.
قال أحمد رعب، رئيس الغرفة التجارية بالدقهلية، إن الأضرار الناجمة عن السيول خلال اليومين الماضين، تتركز فى القرى التى تبعد عن مركزى «المنزلة، ودكرنس»، ما أدى إلى صعوبة وصول السلع الأساسية لهما.
لفت إلى أن أبرز القطاعات المتضررة من سيول الأمطار هى الخضراوات والفاكهة، إذ تعرضت مساحات كبيرة للتلف.
قالت مصادر فى غرفة التجارة بمحافظة بورسعيد، إن الطقس السيئ، واستمرار نشاط الأمطار الغزيرة، تسببت فى توقف العمل تمامًا بالمحافظة، بسبب ارتفاع منسوب المياه فى الشوارع، بالإضافة إلى إغلاق بوغازى ميناء بورسعيد وتوقف حركة الملاحة.
أضافت المصادر، أن جميع القطاعات التجارية بالمحافظة متضررة من استمرار هطول الأمطار حيث توقف حركة البيع والشراء بالأسواق، وبما أن المحافظة غير منتجة للحاصلات الزراعية فالوضع ازداد سوءًا.
على مستوى الزيوت، تراجعت الأسعار بين 250 و550 جنيهًا، ما يضغط على المصانع لاستيرادها الخامات بأسعار مرتفعة.
وفقًا لمتوسطات الأسعار، تراجعت أسعار زيوت الأولين بقيمة 250 جنيهًا لتسجل 10.5 ألف جنيه للطن، والصويا المكررة بقيمة 550 جنيهًا للطن لتهبط إلى 14.8 ألف جنيه، ودوار الشمس بقيمة 500 جنيه لتهبط إلى 15.2 ألف جنيه للطن.
قال فريد واصل، نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين، إن فروع النقابة فى المحافظات المختلفة رصدت بصورة مبدئية خسائر القطاع الزراعى، وتركوا أغلبها فى الخضراوات والفاكهة، وسينعكس ذلك على الأسعار فى وقت ما قريبًا.
أوضح أن النقابة سترفع لوزارة الزراعة تقريرًا مفصلًا عن الخسائر، خاصة محاصيل الفراولة والبطاطس والبصل والقطن، إذ تضررت أكثر من غيرها، بعكس القمح والبرسيم والفول، والذين لم يصبهم ضررًا كبيرًا.
أضاف أن «التغيرات المناخية لم تصب مصر فقط، بل العالم أجمع، ويجب أن التعامل معها بقدرها، لذا تظهر أهمية إنشاء صناديق تكافلية لحماية الفلاحين من الخسائر وتعويضهم حال تكرار أزمات من هذا القبيل، على أن يتم تمويلها من الفلاحين أنفسهم».
تابع: “ليست كل الأراضى تتعرض للتلف، لكن إذا كانت كل الأراضى تساهم فى الصناديق ستتاح فرصة قوية لتعويض المتضررين، لتستمر حركة العمل”.
تساءل: متى سيتم تفعيل ملف التأمينات الزراعية، والتى تعوض الفلاحين فى مثل تلك الحالات، قائلًا: «يجب دراسة ذلك الملف فى أقرب وقت مع المسئولين على كافة المستويات».
وأكدت مصادر فى وزارة الزراعة، أن الوزارة ستشكل لجان لمتابعة نتائج الأمطار على القطاع الزراعة، وستوصى باتخاذ الإجراءات اللازمة وسترفعها إلى الهيئات المختصة لتحديد ما يمكن تقديمه، لكن الوزارة نفسها لا تملك أكثر من تقديم الإرشادات الفنية للمزارعين، والاقتراحات لمتخذ القرار.