دفعت حالة الارتباك من استمرار انتشار فيروس «كورونا»، ومواصلة التوسع فى الإجراءات الاحترازية للسيطرة على الفيروس، إلى مضاعفة خسائر الأسواق العالمية، لتهوى البورصة المصرية بنسبة 7 % أمس، يقودها لأسوأ سلسلة تراجعات فى تاريخها وسط موجة بيع عنيفة للمستثمرين الأجانب.
كما تراجعت أسعار النفط دون مستوى 30 دولاراً للبرميل، أمس، وانخفضت أسعار الذهب دون مستوى 1550 دولاراً للأوقية، وأوقفت البورصة الأمريكية تعاملاتها بعد دقيقة من الفتح لتجاوز خسائر «داو جونز» 10 %، فيما شهدت البورصات الأوروبية تراجعات جماعية بأكثر من %9.
وأغلق المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية EGX30 على تراجع بنسبة %7.09 بنهاية جلسة، أمس (الاثنين)، ليستقر عند مستوى 9428.9 نقطة، وانخفض مؤشر EGX70 EWI للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة %6.58 ليغلق عند مستوى 948.58 نقطة.
وسجل مؤشر EGX50 متساوى الأوزان تراجعاً بنسبة %6.82، مستقراً عند مستوى 1328.1 نقطة، وانخفض مؤشر «EGX30 capped» بنسبة %7.29 ليغلق عند مستوى 10785.3 نقطة، كما تراجع مؤشر EGX100 الأوسع نطاقاً بنسبة %6.05، مستقراً عند مستوى 1023.7 نقطة.
قال إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر إنترناشيونال، إنَّ البورصة المصرية «لا أب لها»، ولا بد من وجود مسئول حكومى عن سوق المال، وإن السوق بحاجة إلى قرارات استثنائية لتدعيمه فى ظل الظروف التى يمر بها السوق المصرى عن طريق تخصيص الفوائض الحكومية بالمؤسسات الكبرى للاستثمار فى الأسهم.
أشار إلى أن البت فى ملف الضرائب من قبل وزارة المالية لم يكن بالشكل المتوقع، فى ظل ما يعانى منه سوق المال من تداعيات أزمة «كورونا», وسجل السوق قيم تداولات 621.1 مليون جنيه.
وقال منصف مرسى، الرئيس المشارك لقطاع البحوث بشركة سى أى كابيتال، إنَّ موجة التراجع العنيف التى يشهدها سوق المال المصرى ترجع إلى تأثره بشكل كبير بالأسواق العالمية فى ظل التداعيات السلبية جراء تفشى فيروس «كورونا».
أشار إلى أن السوق المصرى على وجه الخصوص من قبل تداعيات «كورونا» وهو يعانى ضعف أحجام التداول، مشدداً على ضرورة عمق السوق؛ حتى لا يتأثر بشكل عنيف بسبب الأخبار السلبية.
وأكد أهمية معدل السيولة ودورانها بالنسبة لسوق المال وللاقتصاد، واتباع إجراءات تدعيمية كقرار مجلس الوزراء تخصيص 100 مليار جنيه لمواجهة الأزمة.
وأشار إلى أن أسهم الشركات المدرجة وصلت لمستويات سعرية تاريخية، وفى حال ظهور أخبار إيجابية بشأن علاج «كورونا» من شأنها أن تحول تلك الأسهم إلى فرص.
قال أحمد شحاتة، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية، إنَّ الأسواق تمر بحالة ذعر عالمية، وتتعرض البورصة المصرية لضربات قوية وأكثر عنفاً من الأسواق الأخرى.
وأضاف أن سهم البنك التجارى الدولى، بدأ فى التصحيح فى الفترة الأخيرة، ما أثر على تراجع السوق وتراجعات الأسهم المختلفة، وذلك فى ظل ضعف السوق وضعف السيولة.
وقال عادل عبدالفتاح، رئيس مجلس إدارة شركة ثمار لتداول الأوراق المالية، إنَّ حدة تأثر البورصة المصرية بالأسواق الخارجية، موضحاً أن البورصة فى انتظار أى أخبار جيدة عن التعامل مع فيروس «كورونا» سواء عالمياً أو محلياً للتعافى والتماسك.
واتجه صافى تعاملات الأجانب وحدهم نحو البيع بقيمة 96.6 مليون جنيه، بنسبة استحواذ %19.1 من عمليات البيع والشراء على الأسهم، بينما اتجه صافى تعاملات المصريين والعرب نحو الشراء، مسجلاً 93.8 مليون جنيه، و2.72 مليون جنيه على التوالى، بنسبة استحواذ %76.18، و%4.71 من التداولات.