تراجعت أسعار السندات الحكومية في جميع أنحاء العالم، بجانب أسواق الأسهم في تعاملات اليوم الأربعاء، فى إشارة إلى إمكانية تراجع الأصول التى ينظر إليها عادة على أنها ملاذ آمن فى ظل الضغوط الناتجة عن تفشى فيروس كورونا المستجد.
وأفاد المتداولون، بأن العائد على السندات اﻷمريكية واﻷوروبية ارتفع إلى أعلى مستوى له فى أسابيع، حيث تعرض مديرو الصناديق لضغوط لإعادة السيولة النقدية إلى المستثمرين الذين اضطروا لإغراق معظم ممتلكاتهم السائلة، وتجدر الإشارة إلى أن العوائد على السندات عادة ما تتحرك فى الاتجاه المعاكس للأسهم.
قال مايك ريدل، مدير المحفظة لدى شركة “أليانز جلوبال إنفستورز”، إن هناك الكثير من اﻷفراد بحاجة إلى النقود لذا فهم يقومون بتصفية الشىء الوحيد الذى يمكنهم فعله، وهو بيع السندات.
ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 أعوام بنسبة 0.2% ليبلغ 1.19%، وهو أعلى مستوى له منذ نحو شهر، كما ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل 10 أعوام بشكل حاد إلى أعلى مستوياته منذ شهرين ليصل إلى -0.24%، فى حين قفز العائد على السندات البريطانية ﻷجل 10 أعوام إلى 0.74%.
وارتفعت العائدات على السندات الإيطالية لأجل 10 أعوام بمقدار 64 نقطة أساس، بينما ارتفعت عوائد سندات الدين الألمانية ﻷجل 30 عاما إلى ما فوق 0%، وسجلت الأسهم أداء ضعيفاً، فى ظل فشل التدابير، التى اتخذتها الحكومات لحماية الاقتصادات من تأثير كورونا، فى توفير الكثير من الراحة للمستثمرين.
وقال المستثمرون، إن احتمال حدوث زيادة كبيرة فى إصدار السندات فى الولايات المتحدة وأوروبا لتمويل الجهود المبذولة لمعالجة الأزمة الصحية الأخيرة يزيد من مستوى التأثير على أسواق السندات.
قال بيتر شافريك، الخبير الاستراتيجى العالمى فى بنك “أر.بى.سى كابيتال ماركتس”: “ليس بالضرورة أن تكون هذه الخطوات أمراً منطقياً من الناحية الاقتصادية، فالمستثمرين يفعلون فقط ما يحتاجون لفعله”.
قال سيباستيان جالى، كبير المحللين الاستراتيجيين لدى “نوردى أسيت مانجمينت”، إنه من المحتمل احتواء كوفيد-19 فى أوروبا، ولكن ليس فى الولايات المتحدة التى تتخذ اﻷمر بتهاون شديد، كما أن الضرر الاقتصادى الناجم عن تفشى هذا الفيروس شديد.
ونفذت الحكومات، هذا الأسبوع، مبادرات كبيرة تهدف إلى تخفيف وطأة الضربة التى تسبب بها التفشي السريع لفيروس كورونا الميت، حيث أدى هذا الفيروس إلى توقف اقتصادى فى أجزاء من أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.
وفى الوقت نفسه، حذر وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوشين من أن الفيروس قد يدفع البطالة فى الولايات المتحدة إلى 20%، إذا لم يتخذ الكونجرس اﻷمريكى إجراءات أخرى لدعم الاقتصاد.