يستمر التفشي السريع لفيروس كورونا المميت على مستوى العالم واتخاذ المزيد من الدول تدابير احترازية للتصدي له في إثارة المخاوف بشكل متزايد تجاه إمكانية حدوث ركود عالمي، لذا واصلت مؤسسة “فوكس إيكونوميكس” تعديلاتها الملحوظة بشأن توقعاتها الخاصة بتأثير هذا الفيروس على نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
يعتقد ما يقرب من ثلث المحللون الخاضعون لاستطلاع “فوكس إيكونوميكس” تسبب “كورونا” في انخفاض بنسبة 1.5% على الأقل في النمو العالمي على مدار العام الحالي. ويتوقع 64% من المشاركين في أحدث استطلاعات المؤسسة حدوث ركود عالمي في الأشهر الـ 12 المقبلة، بارتفاعا من 43% في استطلاع الأسبوع الماضي، رغم الكم الهائل من إجراءات التحفيز المالي والنقدي التي أعلنت عنها الحكومات في الأيام الأخيرة.
ويتوقع معظم المشاركين إمكانية استمرار الركود الاقتصادي لربعين سنويين آخريين، ولكن هناك أقلية تتوقع حدوث انتعاش على شكل حرف U، ما يعني أن النشاط الاقتصادي لن ينتعش فجأة، بل إنه سيظل هادئا لفترة أطول.
وفي الوقت نفسه، يعتقد 45% من المشاركين في الاستطلاع استمرار تأثير الفيروس على الاقتصاد العالمي حتى بعد انتهاء عام 2020، بارتفاعا من نسبة 36% في الأسبوع الماضي. ومن المتوقع معاناة إيطاليا من أشد الأضرار الاقتصادية، بسبب ارتفاع عدد حالات الإصابة والعوامل الديموغرافية والإجراءت الحكومية الصارمة تجاه لتفشي الفيروس، والتي تسببت في عرقلة النشاط الاقتصادي بشدة والتأثير على الاقتصاد الذي كان ضعيفا بالفعل حتى قبل الفيروس.
قال دنيس شين، مدير المالية العامة لدى شركة “سكوب ريتينجز”، إن التفشي العالمي لكوفيد-19 تسبب في تكاليف اقتصادية عالمية باهظة في مناطق عديدة، مثل الصين وأوروبا والولايات المتحدة. وأكد على أن شدة الانكماش الحاد المتوقع هذا العام سوف تعتمد بشكل كبير على درجة انتشار الفيروس ومدى فعالية استجابات السياسة العامة التنظيمية والتنظيمية والنقدية والمالية في التصدي له.
وأوضح تومي وو، كبير الاقتصاديين في “أكسفورد إيكونوميكس”، أن النشاط الاقتصادي في الصين توقف بشكل كبير في الربع الأول بسبب تفشي فيروس كورونا، ومن المرجح أن ينكمش النمو بشكل ملحوظ على أساس سنوي، متوقعا تعافي الناتج المحلي الإجمالي على أساس ربع سنوي في الربع الثاني إلى الربع الرابع على خلفية الانتعاش المحلي، حيث تسعى الشركات جاهدة للحاق بالركب المتأخر والنشاط الضائع بدعم حكومي استباقي.
وأشار إلى أن هذا الانتعاش ربما يواجه قيودا بسبب استمرار ضعف الطلب المحلي، خاصة في الاقتصاد العالمي المتعثر في مواجهة التفشي المستمر للفيروس في أماكن أخرى من العالم. ويعتقد أنابيل بيشوب، كبير الاقتصاديين في “أنفيستيك”، أن فهم مسار كوفيد-19 عالميا، وبالتالي في مختلف الاقتصادات سيساهم في انخفاض عدم اليقين، موضحا أن الانخفاض الحاد في عدد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس في الصين، إذا استمر على ذلك، يقدم بعض الأمل في حلول سريعة إلى حد ما لاحتواء تفشي الفيروس في دول أخرى.