تواجه صناعة السيارات في أوروبا أسوأ اضطراب لها منذ عقد من الزمن، حيث أعلن المصنعون عن خطط لإغلاق عشرات المصانع في جميع أنحاء القارة العجوز وسط تفشي فيروس “كورونا” المميت.
قالت شركة “بى إس إيه” الفرنسية التي تملك العلامات التجارية “بيجو” و “سيتروين” و “فوكسهول” و “أوبل” إنها ستغلق جميع مصانعها الأوروبية بينما ستغلق شركة “فيات كرايسلر” الإيطالية 8 مواقع بما في ذلك ستة مواقع في سوقها المحلية.
ونقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” عن مصادر مطلعة على الامر إن شركة “فولكس فاجن” تخطط لإغلاق خطوط الإنتاج بسبب تعطل سلاسل التوريد مع إغلاق عدد متزايد من الدول الأوروبية للحدود وفرض إجراءات إغلاق.
ومن المقرر أن يتم إغلاق مصنع شركة الألمانية لصناعة السيارات في برلين غضون أيام ما لم تتمكن المجموعة من استبدال الأجزاء القادمة من موردين إيطاليين وإسبان.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” انه في يوم من الاضطراب الذي شهدته صناعة السيارات في المنطقة، أغلقت شركة “رينو” و “فورد” و “نيسان” منشآت في إسبانيا وأعلنت حالة الطوارئ.
وقال فيليب هوتشوا، محلل السيارات في “جيفريز ” إنه من المرجح أن يزداد الوضع سوءا الفترة المقبلة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن خطط إغلاق المصانع مؤقتًا جاءت مع تراجع الأسهم في شركات السيارات مع نمو شبح الإغلاق الصناعي الواسع الانتشار عبر القارة.
وقالت الفرنسية لصناعة السيارات إن القرار جاء بسبب التسارع الذي لوحظ في الأيام الأخيرة لحالات فيروس “كورونا” الخطيرة القريبة من مواقع إنتاج معينة وتعطل الإمدادات من الموردين الرئيسيين وكذلك الانخفاض المفاجئ في أسواق السيارات.
وقال “فولكس فاجن” إن الأمور تزداد تعقيدًا والوضع يتغير بسرعة ولدينا عدد أكبر بكثير من الموردين للإنتاج الأوروبي في إيطاليا وإسبانيا أكثر من الصين.
وكانت شركة فيات قد خططت لإعادة فتح أربعة مصانع يوم الاثنين وأغلقتها للتنظيف العميق وإعادة تجهيزها للعمل بعدد أقل من الموظفين.
لكن مبيعات السيارات، وخاصة في وطنها الإيطالي انخفضت بشكل حاد حيث تراجعت مبيعات السيارات الإيطالية بنسبة 9% في فبراير الماضى لكن البلاد كانت مغلقة بالكامل خلال شهر مارس مع انتشار الفيروس حيث مُنع الأشخاص من مغادرة المنزل باستثناء الأعمال الأساسية أو شراء الطعام.
وعانت شركات صناعة السيارات في ألمانيا حيث انخفضت اسهم “دايملر” بنسبة 11% وتراجعت أسهم “بي إم دبليو” بنسبة 12% و “فولكس فاجن” بنسبة 13% الثلاثاء الماضى.
قال توماس بيسون ، المحلل في شركة “كيبلر” إن مخزون السيارات في جميع أنحاء أوروبا يتضرر مع إغلاق المصانع وسيتأثر كل من العرض والطلب بشدة في الأسابيع المقبلة.