مخاوف من امتداد توابع «كورونا» على منتجى الخامات دوليًا
وسط الأزمات التى تحاصر التجارة العالمية، وانخفاض أسعار الصلب العالمى على مستوى المنتج النهائى والخامات، تراجعت أسعار حديد التسليح محليا لأقل مستوياتها منذ تحرير سعر الصرف فى نوفمبر 2016، وسط سيطرة الحوافز التجارية على الأسواق منذ أكتوبر 2019.
قال خالد الدجوى، العضو المنتدب لشركة الماسية لتجارة حديد التسليح، إن الفترة الأخيرة شهدت انخفاض أسعار حديد التسليح، لأقل مستوياتها منذ تحرير أسعار الصرف، خصوصا مقارنة بالربع الأول من 2018.
أضاف أن متوسط أسعار البيع حاليًا يدور حول 10.3 ألف جنيه للطن، وإن كان قد ارتفع من أقل مستوى فى 4 سنوات عند 9800 جنيه نهاية 2019، لكن المستويات الحالية أفضل من مستويات الأسعار نهاية الربع الأول من 2018.
أوضح الدجوي، أنه مع منتصف فبراير 2018، أخذت الأسعار فى الزيادة، تزامنًا مع ارتفاعات الأسعار العالمية، لمستويات غير مسبوقة فى 5 سنوات مضت وقتها، إثر تعثر المنتجين الدوليين بسبب انهيار السدود مطلع العام لدى أكبر المنتجين فى البرازيل.
وارتفعت أسعار الـ«أيرون أور» فى ذلك الوقت إلى أعلى مستوى فى 5 سنوات، واقتربت من 130 دولارًا للطن مقابل 75 دولارًا نهاية 2017، وهو ما رفع سعر طن الحديد فى مصر عند 13 ألف جنيه للطن وقتها.
وقال وائل سعيد، رئيس شركة الفجر ستيل لتجارة حديد التسليح، إن المستويات الحالية للأسعار جيدة، لكن الطلب لا يزال ضعيفًا، وهو ما يفسر ضعف السوق، إذ أن الأزمة الرئيسية فى الطلب وليست فى الأسعار.
وتابع: «أزمة الأسعار الحقيقية كانت بعد تحرير أسعار الصرف فى 2016، إذ تضاعف سعر الطن من 3600 و4000 جنيه إلى 11 ألف جنيه.. لكن بعد اعتياد السوق عليها لم تعد عائقًا أمام قرارات الشراء».
ولفت إلى سيطرة الحوافز التجارية على الأسواق منذ شهر أكتوبر 2019، وتراوحت حتى نهاية العام بين 400 و1150 جنيهًا لدى جميع المصانع من الدورة المتكاملة والدرفلة، بدعم من تراجع الأسعار العالمية.. لكنها خفت كثيرًا مع بداية العام الحالى مع عودة مؤشرات بورصة لندن، للزيادة.
وعلى صعيد الأزمة العالمية الحالية وضعف التداول التجارى، قال سمير نعمان، مدير القطاع التجارى بمجموعة شركات حديد عز، إن تأثير فيروس كورونا على القطاع لم يظهر بشكل كبير بعد.
أضاف أن مصانع الدورة المتكاملة المنتجة الحديد لم تواجه حتى الآن أى أزمات فى استيراد احتياجاتها من الخامات، إذ تستورد المواد الخام لتصنيع «البليت» من دول عدة تتقدمها البرازيل، واستراليا، والسويد.
وأوضح نعمان، أن الرؤية المستقبلية ليست واضحة، فى ظل التأثير السلبى لانتشار فيروس كورونا على البورصات العالمية وسعر البترول، لكن التقلبات الاقتصادية تضر بشكل أو بآخر.
ذكر أن سعر خامات البليت لم يتأثر بشكل كبير بعد، لكن لا أحد يستطيع توقع مؤشرات التسعير خلال المرحلة المقبلة فى ظل المشكلات التى تواجه حركة النقل بسبب انتشار الفيروس.
وقال مصدر فى شركات إنتاج القطاعات من الصلب، إن فيروس كورونا سيؤثر على القطاع الصناعى بشكل عام، وليس الصلب فقط، فالمصانع تستورد المادة الخام المتمثلة فى الصاج من الصين بالدرجة الأولى، ثم تركيا أو اليابان أو بعض الدول الأوروبية، بجانب «عز الدخيلة» فى مصر.
وأوضح أن انخفاض إنتاج المواد الخام سيؤثر على الطاقة الإنتاجية لشركات الصلب، وعلى المنتجات التى تستخدم الصاج كصناعات مغذية، مثل السيارات والأجهزة الكهربائية والصناعات الهندسية.
أشار المصدر، إلى أن اعتماد معظم القطاعات الصناعية فى العالم على الصين، فى استيراد المواد الخام، أضر الصناعة فى ظل تفشى الفيروس بها، مما يؤكد ضرورة تنويع مصادر الاستيراد مستقبلا.