لا يمكن أن نتصور أن الدولة وحدها هى المنوط بها مواجهة أزمة تفشى فيروس كورونا.. وبالفعل قامت الحكومة ولازالت باتخاذ إجراءات من شأنها الحد من انتشار الفيروس ومعالجة تداعياته على المجتمع من خلال حزمة القرارات الاقتصادية لدعم القطاعات المتضررة، بينما صمت القطاع الخاص ولم يقف بجانب الدولة فى هذه الأزمة وأخذ موقف المتضرر من الأزمة وينتظر مثل عمال اليومية دعم الحكومة له.
لم تخرج مبادرات من القطاع الخاص للوقوف بجانب الدولة فى هذه الأزمة التى يجب أن يبحث فيها أحد عن أرباح أو مكاسب.. فما جدوى الأرباح والثروات فى ظل تفشى وباء قد يقضى على الأخضر واليابس ولا تنفع الثروات ولا المكاسب.. قبل الأزمة كان القطاع الخاص بشركات يتغنى بخططه فى المسئولية المجتمعية لدعم المجتمع.. والآن ونحن فى أزمة لا تفرق الإصابة بالفيروس بين أحد ولا يضمن أحد النجاة منها إلا بإذن الله.. فكان يجب أن تخرج المبادرات من القطاع الخاص وأصحاب الثروات المليارية ومن فقهاء المسئولية المجتمعية لدعم المستشفيات بأجهزة التنفس الصناعى وما تحتاجه من أجهزة ومسلتزمات طبية والقطام بحملات توعية ميدانية وإعلامية بل حتى موظفى القطاع الخاص.. هل سمعت عن شركة قدمت للعاملين لديها كمامات ومطهرات.. أن المسئولية المجتمعية ليست مجرد مؤتمرات أو مشروعات أو سبوبات، ولكن لأن المسئولية المجتمعية لدينا ليست ممنهجة.
الشركات تأخذها بمنطق الوجاهة.. الآن وليس غداً هذا وقت التكاتف مع الدولة لمواجهة هذه الأزمة تحت أى مسمى مسئولية مجتمعية أو غيرها من المسميات.. هناك العديد من الأمور التى يمكن أن يقدمها القطاع الخاص سواء فى قطاع الصحة ودعم المستشفيات أو فى مجال الحماية الاجتماعية للأسرة الفقيرة.. فهناك أسر فقد عائلها عمله بسبب الأزمة من يقف بجانبهم سواء عمال اليومية أو العاملين بالسياحة.. لماذا لا تقوم الشركات بتقديم شنطة سلع غذائية مثل شنطة رمضان لهذه الأسر؟ لماذا لا تتبنى شركات دعم المستشفيات المجاورة لها وتجهيزها بالمعدات والمستلزمات؟ لماذا لا يدعم القطاع الخاص حملات تطهير وتعقيم المناطق المحلية بمصانعه وشركاته أسوة بما قامت به القوات المسلحة، والتى لم تقف وتركت الأمر للحكومة بل شاركت وضحت بقيادات وجنود من أعز رجالها لخدمة الوطن.. لواءات وقيادات لم يبخلوا بأرواحهم لحماية وطنهم.. فأين أنتم وأين شركاتكم وأموالكم.. تدخرونها لمن للغد وهل هذه الأزمة قد تجعل أحد يعيش للغد؟
إن مشاركة القطاع الخاص فى مواجهة الأزمة ليس من باب الدعم أو المسئولية المجتمعية.. بل هو واجب انسانى وقومى ودينى ضد وباء يقضى على البشر أى أنا أو أنت أو أحد أفراد عائلتك أو العاملين لديك.. فلا يجب النظر للأمر بحسابات اقتصادية والبحث عن تعويض الخسائر أو استغلال الأزمة فى رفع أسعار السلع.. فيا أصحاب الثروات المليارية ويا دعاة المسئولية المجتمعية الموت أصبح قريباً ولن تنفعكم ثرواتكم مثلما ينفعكم عملكم فى هذه الأزمة.. حفظ الله مصر وشعبها والإنسانية كلها..