حذر محللون من التوقعات التي تفيد بإمكانية انخفاض الطلب العالمي على البنزين بنسبة تصل إلى 50% في بعض الأسواق الرئيسية، مع توقف الاقتصادات الغربية استجابة لتفشي فيروس كورونا المستحدث.
وتستعد مصافي البترول في جميع أنحاء العالم لخفض معدلات المعالجة، حيث يمكن للبنزين أن يكون الجزء القادم الذي قد يعاني اضطرابات في سوق البترول، مع قلق التجار بشكل خاص من الولايات المتحدة، التي تعتبر أكبر سوق للبنزين في العالم.
وقالت شركة “إف.جي.إي” الاستشارية العاملة في مجال الطاقة، إن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة وحدها سينخفض بنحو 5 ملايين برميل يوميا في شهر أبريل، أي ما يعادل انخفاض الطلب العالمي على البترول بنسبة 5%، كما أنه من المتوقع انخفاض الطلب العالمي على البترول بمقدار غير مسبوق يتراوح بين 20 إلى 25 مليون برميل يوميا، وهو ربع الاستهلاك اليومي العادي.
وقال كونيت كازوك، رئيس الطلب على البترول في “إف.جي.إي”، حول الانخفاض في استخدام البنزين في الولايات المتحدة، إن الأمر يشبه توقف السيارات فى أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط مجتمعة.
ويتوقع توم كلوزا، الرئيس العالمي لتحليل الطاقة في “خدمة معلومات أسعار البترول”، وهو قسم تابع لشركة “أي.إتش.أس ماركيت”، أن ينخفض استهلاك البنزين في الولايات المتحدة إلى مستويات لم يشهدها منذ إدارة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في بداية السبعينيات.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن انخفاض الطلب على البنزين في الولايات المتحدة سوف يسجل أيضا تغيرا مفاجئا في الأسابيع الأخيرة، عندما يظل استهلاك الوقود ثابتا نسبيا رغم تزايد حالات الإصابة بكورونا، حيث انتقل الركاب من استخدام وسائل النقل العام إلى السيارات الخاصة وتوجه المتسوقون إلى مراكز التسوق لتخزين المنتجات والسلع ومكث الطلاب في منازلهم.
ويطرح انهيار الطلب والأسعار مشكلة للشركات التي تعمل على تحويل البترول الخام إلى وقود، فقد قال روبرت كامبل، من “إنرجي أسبكتس”، إن شركات تكرير البترول الأمريكية قد تكون الأكثر تضررا حيث تتشكل هذه الشركات بشكل عام لتعظيم إنتاج البنزين ووقود الطائرات أيضا، وهي خاصة بسوق السفر جوا الذي يعاني أيضا من انهيار.
ويتوقع أحد الأشخاص العاملين في شركة تكرير أمريكية مشاهدة إغلاق وحدات أخرى لإنتاج البترول في الأسابيع القادمة، رغم أن المصانع تحاول عادة تجنب الإغلاق التام لأنه أمر مكلف ومحفوف بالمخاطر، لكن هذه المرة لن يشعر الرؤساء الكبار بالغضب، نظرا لعدم وجود أي خيار آخر بكل بساطة.