18% تراجعاً متوقعاً فى الطلب خلال الربع الأول على أساس سنوى
مع إعادة فتح اقتصاد الصين بعد أشهر من الإغلاق، بدأت مصانع هواتف «آى فون» التابعة لعملاق التكنولوجيا الأمريكى «آبل»، العمل بشكل كبير.
ومع ذلك، هناك سؤال ملح بالنسبة للشركة يدور حول عدد المشترين المحتملين للإصدارات الحالية والجديدة المتوقعة فى الخريف على حد سواء، خصوصاً مع انتشار جائحة فيروس كورونا فى جميع أنحاء العالم.
ويتوقع مسئول كبير فى إحدى شركات التجميع الرئيسية لـ «آبل»، انخفاض طلبيات العلامة للربع الأول من العام بنسبة 18% مقارنة بالعام السابق، مشيراً إلى تأجيل زيادة إنتاج الهواتف الجديدة العاملة بتقنيات الجيل الخامس، رغم أنه لا يزال من الممكن إطلاق هواتف الجيل الخامس كما هو مقرر فى الخريف.
وتحدث شخص على دراية مباشرة بالأمر، قائلاً: «لم يعد أحد يتحدث عن القوى العاملة أو نقص المواد فى الصين بعد الآن.. بل إن الجميع ينظر فيما إذا كان ممكناً استمرار الطلب من الولايات المتحدة وأوروبا، خصوصاً أن التركيز حالياً ينصب على طلب المستهلكين هناك».
وقال شخص آخر مطلع على الأمر، إنَّ أحد موردى شاشات العرض الرئيسيين لـ«آبل» يستعد لمستوى مماثل من الانكماش، إذ كانت الشركة تتوقع شحن 70 مليون شاشة «آى فون» هذا العام، ولكنها تدرس الآن خفض هذا الهدف بأكثر من 17% إلى 58 مليون وحدة، مضيفاً أن الشركة تخطط، أيضاً، لخفض القوى العاملة فى خطوط الإنتاج التى حددتها «آبل» فى مصنعها بفيتنام؛ حيث تُجمع الشاشات قبل التوجه للصين لوضعها فى الهواتف.
وفى بداية مارس، أغلق العملاق الأمريكى متاجر البيع بالتجزئة حول العالم. ولكنه بدأ إعادة فتح منافذ البيع فى الصين.
أما فى ظل ارتفاع معدلات الإغلاق فى أوروبا والولايات المتحدة وارتفاع البطالة حول العالم، فإنه لم يتضح بعد متى قد يعود الطلب.
وقد تواجه الشركة، أيضاً، مزيداً من مشاكل سلاسل الإمداد، إذ تفرض دول منها ماليزيا وفيتنام قيوداً جديدة لمكافحة كوفيد-19، وفقاً لوكالة أنباء «رويترز».
وفى فبراير، تراجعت «آبل» عن توقعاتها لمبيعات الربع المنتهى فى مارس دون إعطاء توقعات جديدة، كما انخفضت أسهم الشركة بنسبة تزيد على 15% منذ بداية العام.
وكتب المحلل فى شركة «كاناكورد جينيتى» العالمية للخدمات المصرفية الاستثمارية والخدمات المالية، مايكل ووكلى، فى مذكرة للمستثمرين فى 18 مارس، إن السيناريو الأساسى يفترض صدمة للطلب فى الربع الثانى مع نتائج محسنة بشكل مطرد فى النصف الثانى من العام، بدلاً من انتعاش على شكل حرف V.
وخفض المحلل التكنولوجى فى «فوبون ريسيرش»، آرثر لياو، توقعات شحن هواتف «آى فون» فى الربع الأول من العام بنسبة 17%، إلى 35 مليون وحدة من 41 مليون وحدة مسجلة قبل عام، فى حين خفضت الشركة إجمالى توقعاتها لشحن هواتف «آى فون» لعام 2020 إلى 198 مليون وحدة، مقارنة بتوقعاتها السابقة البالغة 204 ملايين وحدة.
وفى الولايات المتحدة، يبدو المستهلكون غير متأكدين مما إذا كانوا سيستأنفون الإنفاق.
فقد أوضح استطلاع أجرته شركة «سيفيس أناليتيكس» مؤخراً على أكثر من 2600 بالغ أمريكى، أن أكثر من نصف المستطلعين يخططون لإنفاق نفس المبلغ تقريباً على الإلكترونيات الاستهلاكية كما كان قبل تفشى الفيروس، إذا تم احتواء الوضع فى الأسابيع المقبلة.
ولكن إذا تفاقم الوضع، فقد انقسمت إجابات المشاركين مناصفة. وقال ثلثهم تقريباً، إنهم يعتزمون إنفاق مبالغ أقل، ولكنهم سينفقون القيمة نفسها أو أكثر على الإلكترونيات الاستهلاكية عند عودة الظروف إلى طبيعتها.
ويبدو أن هذا الغموض يصعب على موردى «آبل» تحديد الكيفية التى ستسير بها الأمور فى عام 2020.
وقال أحد مصنعى أجهزة الاستشعار فى «آى فون»، إن الشركة تواصل إنتاج وشحن قطع غيار لأجهزة «آبل»، مشيراً إلى أن الربع الأول من العام كان أفضل من العام الماضى، كما توقع أيضاً أن يكون الربع الثانى أفضل من الربع ذاته فى العام السابق.