“شحاتة”: “البورصة” ستشهد أداءً أقل سوءاً خلال الربع الثاني من عام 2020
شهد الربع الأول من العام الجاري هبوطًا عنيفًا للبورصة المصرية فى ظل التراجع الحاد الذى شهده يناير 2020 بسب تداعيات المناوشات الاقتصادية بين الصين وأمريكا وصولاً إلى التهديدات بشن حرب بعد مقتل “قاسم سليمان ” والاضطرابات الجيوجاسيسية التى شهدها الربع مما أدى إلى هبط مؤشر البورصة المصرية تأثرًا بالأحداث المحيطة.
ووصل شهر مارس بتداعيات “كورونا” العنيفة التى صبغت الأسواق العالمية باللون الأحمر لتتكبد خسائر قوية لم تتكبدها منذ الأزمة العالمية، ولم تنج البورصة من هذا النزيف بل طالها وبشدة، لتتدخل الدولة لإنقاذ بعض من خسائر سوق المال من خلال مبادرتى البنك المركزى بضخ 3 مليارات جنيه من خلال بنكي “الأهلى” و”مصر” لإنقاذ سوق المال.
فضلاً عن مبادرة رئيس الجمهورية بدعم سوق المال قيمة 20 مليار جنيه لنرى بعدها سوق المال يعوض جزءًا من خسائره ويتماسك جزئيًا فى ظل الأنهيارات العالمية.
هبط المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 بنسبة 31.28% فى الربع الأول ليغلق عند مستوى 9.593.49 نقطة، وانخفض مؤشر EGX70 EWI بنسبة 21.48% ليستقر عند مستوى 994.95 نقطة.
وتراجع مؤشر “EGX30 capped” بنسبة 32.2% عند مستوى 11084.8 نقطة، كما تراجع مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 26.26% مستقرًا عند مستوى 1030.9 نقطة.
وكان قد تراجع المؤشر الرئيسي بجلسة أمس بنسبة 1.7 % ليغلق عند 9424 نقطة.
وسجلت تعاملات المصريين نسبة استحواذ 64.8% من عمليات البيع والشراء على الأسهم، بينما سجلت تعاملات العرب والأجانب نسبة استحواذ 9.1%، 26.1% من التداولات، بينما سجل العرب صافى بيعى بقيمة 1.1 مليار جنيه، فى حين سجل الأجانب صافى بيع بقيمة 47 مليار جنيه على الأسهم والسندات خلال الربع الأول من العام.
قال أحمد شحاتة، رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم للوساطة في الأوراق المالية، إن الربع الأول من العام الجاري ثاني أسوأ ربع تصل إليه البورصة منذ عام 2000 هبوطا من مستوى 13961 نقطة حتى 9563 نقطة مرورا بمستوى 8118 نقطة.
واضاف أن شهر مارس شهد أسوأ نزول للبورصة بمعدل 26.6%، موضحا أن العديد من الأسهم في البورصة المصرية يصل حجم أصولها إلى 10 أضعاف القيمة السوقية المتداولة لهذه الأسهم.
وأوضح أنه بعد مرور الأزمة التي تمر بها البورصة المصرية بسبب تداعيات فيروس كورونا ستكون أسعار الأسهم جيدة ومغرية للمستثمر، ناصحا بانتقاء الأسهم الجيدة.
ورجح شحاتة، أن يشهد الربع الثاني من العام أداءً أفضل من الربع الماضي وبوتيرة أقل سوءاً منه، متوقعا أن يستهدف المؤشر مستويات 11000-12000 نقطة كسقف للصعود.
وسجل السوق قيم تداولات خلال الربع الجاري 213.1 مليار جنيه، من خلال تداول 13 مليار سهم، بتنفيذ مليون عملية بيع وشراء، وذلك مقارنة بإجمالى قيمة تداول قدرها 117.4 مليار جنيه، من خلال تداول 11.7 مليار سهم منفذه عبر 1.2 مليون عملية بيع وشراء خلال الربع الأسبق، ليستقر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة عند مستوى 532.9 مليار جنيه.
قال عادل عبد الفتاح، رئيس مجلس إدارة شركة ثمار لتداول الأوراق المالية، إن الربع الأول من عام 2020 شهد أداء من أسوأ أشكال الأداء في ظل الظروف الاستثنائية غير المتوقعة من انتشار فيروس كورونا في دول العالم كافة.
وتابع أن الأثر الأكبر جاء على كافة الأسواق بالهبوط العنيف، والبيع العشوائي من المتعاملين في البورصة المصرية خاصة من قبل الأجانب.
وأشار إلى أنه بنهاية الربع الأول من العام توجت بعض الإجراءات من قبل الدولة البورصة، وانتزعتها من حدة الهبوط، ليمتص السوق الصدمة ويصمد أمام الأزمة التى يتعرض لها وأنهى حالة الفزع لدى المستثمرين إلى حد ما.
وتابع أن قرار رئيس الجمهورية بضخ 20 مليار جنيه في البورصة جاء في التوقيت المناسب، موضحا أن عمليات إعادة الشراء ستكون في صالح جميع الأطراف، وأن ضخ البنك المركزى للأموال في البورصة يمثل فرصة استثمار جيدة.
وقال عبدالفتاح إن الأمر مرتبط في النهاية بالتطورات فيما يتعلق بانحسار الفيروس في دول العالم ومصر مثل الصين وأوروبا وأمريكا، مشيرا إلى أنها ستكون فرصة جيدة للبورصة لتعويض جزء كبير من خسائرها خلال الربع الثاني من العام الجاري، حيث إن أسعار الأسهم مغرية للمستثمرين.
ورجح تداول مؤشر البورصة بين مستويات 9500 و11000 نقطة خلال الربع الثاني.
ونصح المستثمرين، بالاحتفاظ بجزء من السيولة في المحفظة والتركيز على الاستثمار في الأسهم الجيدة مثل الأدوية والأغذية، فضلا عن البحث عن الشركات التى تتمتع بفرصة جيدة للتعافي وتأثرها طفيف بالأحداث الجارية.
ونصح المستثمر بدخول السوق بقوة واستغلال الأسعار في حالة انفراجة السوق وتعافيه من موجات الهبوط التى تسبب بها فيروس كورونا.
واستحوذت الأسهم على 21.22% من إجمالى قيمة التداول داخل المقصورة، فى حين سجلت السندات 78.78 % من إجمالى قيمة التداولات خلال الربع الاول.