
%92 من الخدمات المصرفية متاحة “أون لاين” فى الإمارات و85% بالسعودية
وفقًا للمركز الإحصائى لمجلس دول التعاون الخليجى، فإن حوالى 40% من سكان دول المجلس تقل أعمارهم عن 30 عامًا وبات المهنيون الشباب أكثر ذكاءً من الناحية التقنية، مما يزيد الطلب بشدة على الخدمات الرقمية فى الخدمات المصرفية للأفراد.
وقالت وكالة التصنيف العالمية “ستاندرد آند بورز”، إن شركات التكنولوجيا المالية التى تركز على خفض رسوم التحويل وتقليل أوقات التحويل عبر الخدمات الإلكترونية يمكن أن تعطل بشكل كبير عمليات تحويل الأموال من خلال البنوك ومكاتب الصرافة فى دول مجلس التعاون الخليجى، ووصل تغلغل الخدمات المصرفية عبر الإنترنت إلى 92% فى البنوك الإماراتية و85% فى البنوك السعودية حسب مؤسسة “ماكينزى” البحثية وتقارير وكالة “ستاندرد آند بورز” للائتمان.
والشىء الذى يجب أن يتعلمه الجميع لكسب الشباب كعملاء للبنوك هو إفساح الأدوار المصرفية التقليدية المجال أمام المزيد من العاملين الرقميين المتخصصين وإصدارات الروبوتات والذكاء الاصطناعى الممكنة لهم.
وقال دليل المرتبات الإماراتى الذى نشرته شركة التوظيف “كوبر فيتش” ومقرها دبى، إن أدوار التكنولوجيا فى القطاع المصرفى بمجالات مثل تخزين البيانات والخوادم المستندة إلى مجموعة النظراء كانت مطلوبة بشدة.
ومع سرعة دوران محرك الرقمنة بين البنوك سيجرى استبدال الأدوار الروتينية بالتطبيقات وتكنولوجيا بالذكاء الاصطناعى، كما يحدث بالفعل فى الإمارات مع بنك “ستاندرد تشارترد” وبنك “المشرق”، فإن عمليات تسريح الموظفين ستتزايد نتيجة لذلك خلال العقد الحالى.
وأكدت “ستاندرد تشارترد” لوكالة “رويترز”، أنها ستخفض عدد وظائفها فى قسم البيع بالتجزئة، حيث يهاجر المزيد من العملاء إلى الخدمات الرقمية.
وفى الوقت نفسه، شهد بنك “المشرق” مؤخراً تسريح عدد كبير من موظفى المبيعات ومركز الاتصال، ورفض البنك التعليق على عدد الوظائف المفقودة، لكنه قال إن هذه الوظائف يتم استبدالها بعدد مماثل من مديرى العلاقات وإدارة المنتجات والخدمات المصرفية الرقمية، وأطلق بنك “المشرق” بنكاً رقمياً جديداً باسم “نيو المشرق” فى أكتوبر 2017.
وقام بنك “أبوظبى الأول” بخفض مئات الوظائف دون الإعلان عن ذلك رسمياً، مما يجعله آخر بنك فى الإمارات العربية المتحدة يقلص الموظفين حيث يتراجع النمو البطئ فى قطاع التمويل.
وقال مصدر بالبنك، إن أكبر بنك فى البلاد قام بفصل مئات الموظفين فى الأسابيع الأخيرة عبر عدة أقسام، وطلب عدم الكشف عن هويته لأن “المسألة خاصة”، ويضم بنك “أبوظبى الأول”، الذى تم إنشاؤه بدمج بنكين فى عام 2016، حوالى 5400 عامل على مستوى العالم، وفقاً للبيانات على موقعه الإلكترونى.
وقال تقرير موقع “أراب بيزنس”، إنه ينضم بهذا الخفض الى منافسين مثل بنك الإمارات دبى الوطنى والبنك التجارى الدولى فى خفض الوظائف.
ويتعرض اقتصاد الإمارات العربية المتحدة لضغوط بسبب التوترات الجيوسياسية الإقليمية والطلب المحلى الضعيف، بينما تدهورت ظروف العمل لأول مرة منذ أكثر من عقد، وقال بنك أبوظبى الأول الشهر الماضى إن القروض المتعثرة للعام الماضى قفزت بنسبة 17% لتبلغ 13.5 مليار درهم “3.7 مليار دولار” فى نهاية ديسمبر 2019، بينما ارتفعت تكلفة انخفاض القيمة بنسبة 7% إلى 1.84 مليار درهم.
وفى إشارة إلى مدى القلق الرسمى من عمليات تسريح الموظفين أكد البنك المركزى لدولة الإمارات أنه يراقب عن كثب تخفيض الوظائف فى القطاع المالى فى البلاد.
وقال البنك المركزى فى بيان إنه يتابع عن كثب الأحداث الأخيرة لتقليص حجم المؤسسات المالية فى البلاد لضمان ألا يؤثر تقليص الحجم سلباً على الامتثال للوائح التنظيمية وسلوك السوق.
ووفقاً لتحديث الربع الثالث من 2019 الصادر عن البنك المركزى الإماراتى انخفض عدد الموظفين فى البنوك الوطنية والأجنبية من 36.448 ألف موظف فى الربع الثانى إلى 35.558 ألف بنهاية الربع الثالث، بانخفاض 930 موظف وإجمالاً أغلقت البنوك المحلية 49 فرعاً فى الربع الثالث من العام الماضى.
بينما شهد الاندماج بين بنكين محليين انخفاض عدد البنوك التجارية المرخصة بنسبة واحد إلى 59، منها 21 بنكاً وطنياً و38 بنكاً أجنبياً، ويسعى بنك أبوظبى الإسلامى إلى توفير حوالى 500 مليون درهم “136 مليون دولار” عن طريق خفض الوظائف وإغلاق الفروع، حسبما أفادت “بلومبرج” فى وقت سابق من هذا الشهر.