تسبب تفشي فيروس كورونا والإغلاقات التي تفرضها الحكومات على جانبي الأطلنطي في دفع الاقتصاد العالمي إلى أكثر ركود حدة منذ الكساد الكبير، وفقد الاقتصاد العالمي 710 ألف وظيفة في بداية مارس وأنهى بذلك 113 شهراً من النمو المتواصل في الوظائف، وهي أرقام أسوأ من توقعات الاقتصاديين.
وجاءت صدمة أرقام سوق الوظائف الأمريكي بعد وقت قصير من إظهار استطلاعات الأعمال عبر أوروبا أن قطاع الخدمات في أعمق مشكلة منذ أكبر تراجع في النشاط منذ أكثر من 20 عاما.
وحذرت كريستالينا جورجيفا، رئيس صندوق النقد الدولي من أن التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا سوف يكون أسوأ من الأزمة المالية العالمية في 2008.
وقال جورجيفا، في مؤتمر نظمته منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة، إن العالم يشهد أزمة لم يشهد مثلها من قبل، مضيفة أن الصندوق لم يشهد في تاريخه أبدا وصول الاقتصاد العالمي إلى حالة جمود أسوأ بكثير من الأزمة المالية العالمية.
ويقول الاقتصاديون إن بيانات أسوأ بكثير سوف تظهر في أبريل، ويتوقع الكثيرون تراجعات مزدوجة الأرقام في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني مع إغلاق مساحات شاسعة من المناطق الاقتصادية في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال جاك ألين رينولدز، الاقتصادي في “كابيتال إيكونوميكس” إنه من الواضح أن الاقتصاد ينكمش بأسرع وتيرة في وقت غير أوقات الحروب.
وقالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية إن البيانات السيئة قادت الاقتصاديين لخفض توقعاتهم للنمو العالمي والذي كان عند حوالي 3% في بداية مارس 2020، أما الآن فقد خفض الاقتصاديون في “بنك أوف أمريكا” تقديراتهم عدة مرات ويتوقعون الآن انكماشا بنسبة 2.7%، أي أسوأ بكثير من ركود 2008-2009.
وقال ديفيد رايلي، استراتيجي الاستثمار في “بلوباي” لإدارة الأصول، إن البيانات السيئة تشير إلى أن الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي يختبرون أكبر تراجع في الناتج والدخل في التاريخ الحديث.
واستجابت الحكومات والبنوك المركزية على جانبي الأطلنطي ببرامج تحفيز مخصصة لتوفير تأمين لهؤلاء الذين فقدوا أعمالهم وللشركات التي جفت إيراداتها بشكل أسرع مما لو كان في ركود طبيعي.
ولكن ذلك لم يمنع التأثير المدمر على أحوال العمل الحالية والتي سوف تستمر حتى السيطرة على فيروس كورونا ورفع قيود الإغلاق.
ورغم أن بعض الدراسات المسحية لقطاع الأعمال في الصين تعافت، فإن قطاع الخدمات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم لا يزال تحت ضغط شديد مع إعلان شركات القطاع الخاص الأصغر يوم الجمعة عن أن النشاط لا يزال أسوأ من فبراير.
وقال ميجول تشانكو، الاقتصادى في “بانثيون ماكرونوميكس”، إنه رغم تيسير القيود في الصين فإنه لا يوجد أي تعافي مشهود حتى الآن.