تدخل صناعة البترول مرحلة لم يسبق لها مثيل من دمار الطلب خلال شهر أبريل، الذي يعد بتغيير الصناعة لسنوات قادمة.
يتوقع بعض محللي الطاقة الأكثر نفوذا في العالم انخفاض الاستهلاك اليومي بمقدار 15 مليون برميل ليصل إلى 22 مليون برميل في أبريل، مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق.
وأشارت وكالة أنباء “بلومبرج” إلى أن الانهيار الفعلي أدى إلى انخفاض أعداد مصافي تكرير البترول وتوقف المنقبون عن الإنتاج وتضخم صهاريج التخزين في جميع أنحاء العالم.
وقال محللون في مجموعة “جولدمان ساكس” المصرفية، من بينهم جيفري كوري وداميان كورفالين، في مذكرة صدرت بتاريخ 30 مارس: “من المحتمل أن يكون هذا بمثابة تغيير في اللعبة بالنسبة لهذه الصناعة، فمن المستحيل توقف هذا الطلب الكبير دون تداعيات كبيرة ومستمرة على المعروض”.
ويتفاقم تراجع الطلب بسبب إصرار السعودية وروسيا، الحلفاء في منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها “أوبك بلس”، على ضخ أكبر قدر ممكن من البترول الخام في معركتهما للحصول على حصة سوقية أكبر، مما يزيد الضغط على الشحن وصهاريج التخزين وخطوط الأنابيب.
ويعتقد “جولدمان ساكس” بإمكانية تدفق ما يقرب من 20 مليون برميل يوميا إلى صهاريج التخزين في أبريل الحالي، في حين تتوقع شركة “آي.إتش.إس ماركيت” أن يشهد العالم نفاد مساحات تخزين البترول بحلول منتصف العام.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يكون شهر أبريل هو الأسوأ على الإطلاق من حيث الطلب العالمي على وقود الطائرات، بينما تتوقع شركة “أف.جي.إي” الاستشارية الصناعية انخفاض استهلاك البنزين الأمريكي بنسبة 50% عن العام السابق.
وتتوقع شركة “إنرجي أسبكتيس” انخفاض خام برنت القياسي العالمي إلى ما يقرب من 10 دولارات للبرميل، وهو مستوى لم يشهده منذ أكثر من عقدين من الزمان.
ويبدو أن حدوث انتعاش في الأسعار أمر مستبعد على المدى القريب، حيث يعتقد نحو 70% من 130 شخصا شارك في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “بلومبرج إنتلجينس”، الذراع البحثية لـ “بلومبرج”، بقاء خام برنت عند مستوى أدنى من 30 دولارا للبرميل بحلول يونيو المقبل، أي قبل اجتماع أوبك المقبل.
ومع إغلاق أكبر اقتصادات العالم بسبب تفشي فيروس كورونا وانخفاض خام برنت عند أدنى مستوى له منذ 17 عاما، يبدو أن الانتعاش قريب الأمد أمر غير محتمل، حيث لا يزال الطلب في حالة هبوط حر كما تعزز السعودية وروسيا هيمنتها على المعروض البترولي.