قال رئيس قيم الائتمان لدى «يو.بي.إس جلوبال ويلث»، توماس واكر، إن السندات المستدامة تقدم فرصة دفاعية، ويجب أن يفضلها المستثمرون فى الائتمان على الأوراق المالية للشركات غير الصديقة للبيئة، وذات الدرجة الاستثمارية.
أضاف واكر، أن معظم الصناعات التى تأثرت بتفشى فيروس كورونا وتراجع الأسعار، بما فى ذلك البترول والغاز والمواد الأساسية والسلع الاستهلاكية الكمالية والسيارات، غير موجودة تقريبا فى سوق السندات الخضراء.. بل إن إصدار السندات المستدامة يأتى بشكل كبير بين القطاعات الأكثر تحفظا ومنها المرافق والبنوك، والأسماء الصناعية الدورية ذات الدرجة التصنيفية الأقل.
وأوضح واكر، فى مقابلة عبر الهاتف مع وكالة أنباء «بلومبرج»، أن هذه هى الطبيعة الدفاعية لتلك السوق بشكل أساسي. وقد أدى ذلك إلى تخفيضات أقل بكثير الآن فى عمليات التصحيح فى أسواق المال، مشيرا إلى أن السندات المستدامة للشركة تميل إلى أن يكون هناك هامش أكثر تشددا للشراء والبيع مقارنة بالسندات غير الخضراء، وهذا لا يزال واضحا رغم الاضطرابات الحالية فى السوق.
وانخفض مؤشر «بلومبرج باركليز» الأمريكى للسندات الخضراء بنسبة %2.5 حتى الآن خلال العام الحالي، وهو ما يقل بكثير عن الانخفاض البالغ %5.1 الذى شهده مؤشر ديون الشركات ذات الدرجة الاستثمارية.
بالإضافة إلى ذلك، يميل المستثمرون الذين يملكون سندات خضراء إلى الاحتفاظ بالديون المستدامة عند بيع المحفظة بسبب ندرة هذه الأصول، مما قد يكون مفيدا نظرا لتخصيص المشترين، مثل صناديق التقاعد وصناديق الثروة، قدرا معين من استثماراتهم للتمويل المستدام.
وأشار واكر إلى أن هذه الصناديق لا تزال نشطة فى السوق.
ولا يتوقع واكر تأثر إصدار السندات الخضراء بشكل كبير بالتقلبات، لأن الاقتراض مرتبط بمشاريع محددة، إذ تميل الشركات إلى أن يكون لها أفق تخطيطة طويلة الأجل لهذه المبادرات. فعلى سبيل المثال، باعت شركة «إديسون» ما قيمته 1.6 مليار دولار من الديون المستدامة خلال الأسبوع الماضى لتمويل نفقاتها الجديدة والحالية.
وأوضح أن مصدرى السندات ربما يفكرون فى استغلال سوق السندات الخضراء لإعادة تمويل ديونهم الخضراء، إذا رأوا أن هذا النوع من السندات أكثر صمودا وثباتا فى السوق الثانوية خلال فترة الأزمة.