كان من الأولى توجيه الـ 20 مليار جنيه إلى سداد رواتب العاملين بقطاع السياحة
نحتاج إلى توافق دولي لآليات استمرار الاقتصاد في ظل “كورونا”
شركات الاتصالات والانترنت تاثرت بشكل قوي جدا من أزمة كورونا وأدعو تلك الشركات للاندماج للمحافظة علي كيانتها
قال نجيب ساويرس رجل الأعمال المصري، إن هناك حاجة لوضع آليات تمنع انتشار فيروس “كورونا” وتتيح الفرصة لاستمرار الاقتصاد، يمكن أن يكون ذلك من خلال توافق دولي ووضع آليات لكيفية العودة والاحتياطات الواجب إتباعها وسبل تلافي الأضرار التي حدثت نتيجة الوضع الجاري.
وأضاف خلال مشاركته بلقاء عبر زوم لبرنامج المواجهة المذاع على فضائية “سكاي نيوز عربية”، لم أقصد التقليل من خطورة الوباء كما فسره البعض، ولكن ما قصدته هو ضرورة وضع ضوابط من المختصين لعودة العاملين للعمل مع ضمان حمايتهم، مثل تحديد المسافات بين العاملين أو التشغيل المتبادل أو تشغيل العمالة من فئة الشباب أو تحديد مواصفات مكان العمل الآمن لدوران عجلة الإنتاج، لأن استمرار الأمر لشهور كما هو عليه قد ينتج عنه عجز في الطعام والدخل للعمالة غير المنتظمة.
ونفى ساويرس عدم تخفيض مرتبات العاملين بشركاته أو تسريح أي من موظفيها خلال الفترة الجارية أو المقبلة لقدرته على ذلك لنحو 3 أو 6 أشهر، لافتًا إلى أن تغريدة تخفيض مرتبات المنشأت السياحية لم يكن يقصد بها شركاته ولكنها تمثل تضامن مع القطاع الذي يحتاج لدعم لتأثره بشكل سلبي بالغ وذلك بعد توقف الفنادق بشكل كامل.
وتابع ساويرس، كان من الأولى توجيه الـ 20 مليار التي ذهبت لشراء الشركات إلى سداد رواتب العاملين بقطاع السياحة الذى تراجع بشكل تام بعد غلق بعض الفنادق ووقف حركة الطيران، حتى لا تضطر المنشأت السياحية إلى تسريح العمالة.
وأوضح ساويرس أن مسؤولية القطاع الخاص تجاه العاملين تختلف بحسب القدرات وهناك شركات لا تحتمل سداد رواتب العمالة لديها لأن مواردها توقفت بالكامل مثل القطاع السياحي، معتبرًا أن 90% من حزمة القرارت الاقتصادية صائب ويساهم في تخفيف الوضع.
وذكر أن مؤسسة ساويرس تنفق وفق ضوابط علمية متفق عليها مع المؤسسات الأخرى، ولا يهمنا ما تلقيناه من هجوم بشأن تأخر التبرع في ظل الأزمة الحالية، خاصة أن التبرع وجه للجهات الداعمة بصفة أساسية ومنها بنك الطعام ووزارتي التضامن الاجتماعي والصحة.
وشدد ساويرس على ضرورة إعداد دراسة لكل دولة حول تأثير فيروس كورونا على مختلف القطاعات ومدى قدرة كل دولة على تحمل الإجراءات المتخذة مثل الحظر والقرارات التابعة حال زيادة الفترة الزمنية لمواجهة المرض، للتعرف على مدى قدرة وتقييم كل دولة والتأثيرات من مختلف الجوانب، والولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع تحمل الإ غلاق التام لشهور عدة.
وتسائل ساويرس “ما الجديد الذي حدث منذ بدء الوباء قبل أكثر من شهرين، وهل يوجد أي جديد سواء دواء أو مصل أو رؤية لنهاية هذا الوباء، وهل نستطيع الغلق لمدة عام وما الوقت المناسب للعودة؟”.
وتوقع ساويرس أن عودة النمو الاقتصادي لن تكون قبل عام أو عامين بعد انتهاء أزمة كورونا، مضيفًا كلما تأخرنا في عودة عجلة الانتاج والاقتصاد إلى مساره كلما كانت التكلفة أصعب، خاصة أننا دولة غير غنية ومواردنا الاقتصادية محدودة، مستشهدًا بزيادة نسب البطالة بالولايات المتحدة الأمريكية إلى 40% ومطالبة 30 مليون بإعانات نتيجة الوضع الحالي.
وأكد ساويرس على أن هناك فرص استثمارية تولد من رحم مثل تلك الأزمات ببعض القطاعات مثلما نشأت شركات جديدة عقب الإنهيار الاقتصادي عام 2008، مستشهدًا باستثمار المملكة العربية السعودية في شركات البترول العالمية وشراءها بعد تراجع أسعار البترول عالميًا، وتعد شركات الإتصالات التي هبطت أسهمها بعد تأثر عملهم أحد تلك الفرص، وكذلك تراجعت قيمة الشركات الإعلامية والإعلانية وصارت فرصة للاستثمار برغم ما تشهده من انخفاض في إيرادتها الإعلانية بنحو ٤٠% بعد توقف الإعلانات، لافتًا إلى أن قطاع الإعلام وضعه سئ في الوقت الحالي ولا يوجد من يعلن عن منتجات أو خدمات دون وجود عملاء يبحثون عن الشراء مثلما يحدث في الوقت الحالي، ويعد شراء تلك الشركات تأمين للعمالة من إفلاسها وغلقها بشكل دائم.
وعلق ساويرس على توقف استثمارته في الإعلام المصري ب “زهقت من الإعلام لأنه بقى متكرر ولا يتمتع بالحيوية وأنا لا أحب التقليدية وأميل للتحدي، كما أني دخلته في وقت معين للتصدي لسيطرة تيار سياسي معين كأحد تلك الأسباب”.
وأشار ساويرس إلى تفائله بالوضع الحالي بسبب تراجع عدد الحالات ببعض الدول، وبدء التوقعات بظهور مصل خلال ٣ أشهر، وزيادة الحرص على التدابير الإحترازية لمنع انتشار الفيروس.