بقلم / عمر عبد الحميد
” بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبن ملك على جهل وإقلال .. كفاني ثراء أنني غير جاهل وأكثر أرباب الغنى اليوم جهال ” ، قالها امير الشعراء احمد شوقي منذ 100 عام تقريبا ، ليكشف لنا أهمية العلم والتوعية ، وخطورة الجهل وغياب الوعي علي الامم مهما كان ثراها .
كثيرا من الظواهر السلبية كشفتها أزمة انتشار فيروس كورونا في مصر مطلع شهر مارس الماضي ، تدل علي غياب الوعي لدي الكثير ، وللاسف الامر لم يقتصر علي فئة معينة من ساكني القري بل ضرب قلب القاهرة وعروس البحر الابيض المتوسط ، بعد تظاهرات قام بها البعض ضد قرارات حظر التجوال .
الفيروس الذي ضرب الدول الكبري ودمر بنيتها الطبية ، بدءا من الصين وحتي الولايات المتحدة الامريكية أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم ،ومرورا بدول الاتحاد الاوربي وروسيا ، وانتشار اخباره المروعة في كل دول العالم وتضاعف اعداد المصابين والوفيات بشكل يومي ،لم يرهب المصريين ويجعلهم أكثر حرصا علي انفسهم واسرهم والتحوط ضد هذا الفيروس اللعين .
” الفقر أكثر تدميرا من الفيروس ” ، هذا لسان حال طبقة كبيرة من الشعب المصري ، من عمال اليومية ومن ليس لهم دخل ثابت يؤمن لهم الحد الادني من المعيشة حال الالتزام بحظر التجوال لمدة 14 يوما ، ولذلك طالبت في مقالي السابق ضرورة توفير الحماية الاجتماعية لهذه الفئات وبالفعل الدولة اتخذت بعض الخطواط المحمودة في هذا الاتجاه .
الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية اثناء تفقدة احد المشروعات الانشائية إنفعل غاضبا عندما اكتشف عدم توفير اجراءات الحماية للعمال وعلي وجه الخصوص “الكمامات ” ، قائلا ” هو انا بقول كلام مبيتنفذش ؟ .
جولة الرئيس “المفاجأة ” كشفت خطورة الاستجابة لبعض رجال الاعمال بعودة العمال في الوقت الحالي في ظل غياب الوعي لدي اصحاب الشركات او علي الاقل المشرفيين علي العمل مع غياب الرقابة لضمان تطبيق الاجراءات الاحترازية لحماية العمال .
احدي القري خرجت في مظاهرة ترفض قرار الصحة بفرض الحجر الصحي عليها ، وآخري تجوب القري المجاورة بالسيارات “ربع نقل ” تعلوها مكبرات الصوت تعلن خلوها من فيروس كورنا وثالثه اصابها الهلع لعودة بعض ابناءها من احدي قري الجيزة بعد فرض الحجر الصحي عليها .
بعد انتهاء الازمة في الصين استقبل الشعب كله من حكومة وجيش وشرطة ومواطنين افراد الطواقم الطبية بحفاوة وتعظيم لدورهم الكبير في حماية بلادهم من هذا الوباء ،وللاسف في مصر يحدث العكس علي الرغم من اعلان الدولة دعم القطاع الطبي ورفع رواتب العاملين به ، نجد صاحبة منزل ترفع دعوي قضائة لطرد طبيبة تعمل في مستشفيات العزل ، واهلي منطقة يرفضون دخول ممرضة الي منزلها لعملها في احدي مستشفيات الحميات .
الكارثة الكبيري وقعت في احدي قري محافظة الدقهلية ، بعد تجمع اهالي القرية لرفض دفن احدي الطبيبات التي وفاتها المنية بعد اصابتها اثناء تصديها للفيروس لتضحي بنفسها وتترك اهلها واسرتها للدفاع عنا جميعا ، فيكون هذا جزائها من ابناء قريتها .
كل هذه الظواهر المفروضة تدل علي غياب الوعي والجهل والخوف من المعايرة والتنمر الذي ستعاني منه قريتهم حال ظهور اصابات بها ، الجميع لا يعترف بأن ” كورونا ليست جريمة ” وانه فيروس عالمي اصاب الدول العظمي والدول النامية علي حد سواء ولكنة اصبح وصمة عار .
حالة التنمر علي الأشخاص اوالمناطق أوالقري التي فرض عليها الحجر الصحي أكثر خطرا علي المجتمع من فيروس ” كورونا ” نفسه ، لانها ستظل في الازهان وتخلق الفرقة المجتمعية لسنوات طويلة .
يجب علي الحكومة التصدي لهذه الهجوم علي المصابيين ووضع مكافحة “التنمر” علي جدول الاجراءات الاحترازية ،لتشجيع من تظهر عليهم اعراض الاصابة بالمبادرة والذهاب الي المراكز الصحية ،دون التخوف من وصمة العار التي تطاله هو واسرته وقريته بالكامل .