الاستثمار الأجنبي المباشر داعم رئيسي لقطاع التصنيع واللوجيستيات
رسمت مراكز البحوث خارطة القطاع اللوجيستي في البورصة المصرية بعد التداعيات السلبية الوخيمة التي نتجت عن جائحة كورونا خاصة على شركات القطاع اللوجيستي المرتبطة خدماتها بحركة التجارة العالمية، ومن المتوقع أن يستمر هذا التأثير السلبي، ومع فرض القيود على حركة التصدير بين الدول سيضغط ذلك على القطاع بشكل أكبر.
“فاروس”: تداعيات سلبية على مستويات العرض والطلب في حركة التجارة العالمية
وقالت “فاروس” فى مذكرة بحثية لها، إنه بعد ارتفاع الطلب على المواد الغذائية، والمواد الخام، والمعدات والأدوات الطبية، أقدمت عدة حكومات، ومن ضمنها الحكومية المصرية على فرض قيود على حركة التصدير فيما يخص مجموعة مختلفة من السلع الغذائية الأساسية، والمنتجات الطبية أو الصحية اللازمة لمواجهة أزمة انتشار الفيروس.
ومن المتوقع أن تؤدي القيود المفروضة على ممارسة الأنشطة وإغلاق المصانع لمنع انتشار الفيروس، إلى تباطؤ نمو معدلات العرض والطلب، والضغط على أحجام الحاويات أو البضائع.
وأدى فرض إجراءات الحجر الصحي على نطاق واسع ووقف رحلات السفر بين الدول إلى هبوط سريع في مستويات الإنفاق الاستهلاكية والتجارية.
كما نتج عن فرض الحظر الصحي على حركة المواطنين في الدول المختلفة إلى زيادة مصروفات المصدرين والموردين، لأن شركات الشحن رفعت من تكاليف النقل/ الشحن نظرًا لزيادة وقت الانتظار وارتفاع تكاليف التخزين.
وحققت شركة الإسكندرية لتداول الحاويات أداءً جيداً في الماضي وهو ما تم تعزيزه وبشكل كبير من خلال عملية تعويم الجنيه، نظراً لأن إيراداتها مقومة بالدولار، بينما معظم مصروفاتها بالجنيه.
“شعاع”: أنشطة “الإسكندرية للحاويات” أقل تأثرًا بحركة التجارة العالمية
ورجحت “شعاع”، في مذكرة بحثية لها، أن تدعم الظروف المواتية أداء السهم، وبشكل رئيسي زيادة أنشطة الصناعة والتجارة العالمية، والتي من المفترض أن تؤدي إلى مزيد من تداول الحاويات برسم التجارة الخارجية وحاويات الترانزيت.
وأوضحت، أن انتشار فيروس كورونا أدى للضغط على أداء الشركة إلا أن انخفاض قيمة الجنيه المصري قد يدعَّم أداءها.
أشارت “شعاع” إلى أن الأنشطة التي تعمل بها الشركة تتمتع بالاستقرار النسبي، لارتباطها بتجارة مصر الخارجية المستقرة نوعاً ما عند مستوياتها الحالية، وعادةً ما تكون أقل تأثراً بحركة التجارة العالمية.
وأشارت إلى أن ميزانية الشركة خالية من الديون، بالإضافة إلى أن فرعها بالمنطقة الحرة والذى يساهم بنسبة 95% من الإيرادات معفي من الضرائب، مما يوفر مرونة بالنسبة لاستخدامات رأس المال.
وتقوم “الإسكندرية لتداول الحاويات” بتوزيعات أرباح سخية تصل فى المتوسط إلى 82% من الأرباح خلال آخر 3 سنوات، وترى “شعاع” أن نسبة التوزيعات ستكون في المتوسط عند 66% ولا تزال قوية وبعائد توزيعات عند 9.3%.
وأشارت “شعاع”، إلى أن 80% من تجارة مصر يتم نقلها بحرا حيث يتم شحن البضائع عبر 15 ميناء تجاري بما في ذلك الإسكندرية والدخيلة ودمياط وشرق بورسعيد.
وأشارت شعاع إلى أن الصادرات تتأثر سلبا بشكل طفيف بسبب التوتر العالمي المستمر الذي ساد في النصف الأول من العام الجاري، وستتأثر بشكل اكبر بسبب فيروس كورونا.
وأوضحت أن صادرات مصر قد تكون لا تزال تستفيد من الانخفاض طويل الأجل المتوقع بالجنيه المصري، والزيادة المتوقعة بالغاز الطبيعي مع عمليات الاستكشاف المستمرة والاكتشافات الحديثة للغاز مثل حقل ظهر وحقل نور.
وتوقعت تباطؤ النمو في صادرات مصر السنوات المقبلة بالتزامن مع التباطؤ المتوقع في النمو الاقتصاد العالمي والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتقلبات أسعار النفط وتأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
ورجحت نمو الصادرات غير النفطية بمعدل نمو سنوي مركب خلال 5 سنوات 7%، مع تأثر النصف الثاني من العام 2019-2020 بانتشار فيروس كورونا.
احتمالية زيادة الصادرات والواردات من الدوافع الرئيسية لـ”الإسكندرية للحاويات”
وترى البحوث زيادة في الواردات بمعدل سنوي مركب خلال 5 سنوات نسبته 5.5%، وذلك بعد انخفاض واردات مصر بشكل طبيعي قبل التعويم على خلفية الضعف في الجنيه المصري والعجز في العملات الاجنبية مما ضغط على القوى الشرائية للمصريين وكذلك الواردات وعادت لمعدلات نمو اعلى خلال عامي 2016-2017 و2017-2018.
واضافت أن إيرادات شركة الإسكندرية لتداول الحاويات مرتبطة بشكل اكبر بالواردات خاصة أن رسوم حاويات الاستيراد ضعف المفروضة على حاويات الصادرات.
وأشارت إلى أنه من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة يجب على مصر أن تستفيد بشكل أكبر من مناطقها الصناعية وتعزيز عمليات التصنيع وزيادة الطلب على السلع الوسيطة، موضحة أن احتمالية زيادة الصادرات والواردات من الدوافع الرئيسية لشركة الإسكندرية لتداول الحاويات.
وأوضحت البحوث أن الاستثمار الأجنبي المباشر مهم لقطاع التصنيع وقطاع الخدمات اللوجيستية، ويجب ألا يقتصر الأمر على دعم شركات تداول الحاويات فقط لتطوير البنية التحتية للنقل البحري في مصر وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة ولكن أن يشمل مقدمي الخدمات الآخرين في قطاع الخدمات اللوجيستية مثل التخزين والشحن وتداول البضائع.
وقالت بحوث شعاع، إن مصر حاليا في وضع يسمح لها أن تكون مركزا لوجيستيا في حال قامت باستخدام مواردها الطبيعية بالشكل الأمثل، حيث تطل على البحرين الأحمر والأبيض المتوسط مع امتلاكها أحد أهم الممرات المائية وهو قناة السويس كما تمتلك نهر النيل مما يجعلها بوابة محتملة لدول شرق أفريقيا.
واضافت “شعاع” أن انتشار فيروس كورونا في دول العالم وأوروبا قد يؤثر على الشريك التجاري الرئيسي لمصر وعلى حجم التجارة الخارجية لمصر، حيث قامت خطوط الشحن برفع أسعارها بنسبة 3% بسبب النقص في ميناءي شنغهاي وشينغانغ، وإذا استطاعت مصر مكافحة فيروس كورونا سيعطي ذلك فرصة لمصر لزيادة صادراتها إلى أوروبا وقت الحاجة.
وتابعت أنه سيكون لانتشار فيروس كورونا تأثير على معدل نمو الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية والاستثمار الأجنبي المباشر من بين أمور أخرى مما سيضغط على الداعم الرئيسي لشركة الإسكندرية لتداول الحاويات وهو التجارة الخارجية.
وحددت بحوث “شعاع” القيمة العادلة لسهم الإسكندرية للحاويات عند 9 جنيهات، فى حين يتداول على السهم عند 6.7 جنيه مع توصية بزيادة الوزن النسبة والمخاطرة المرتفعة.