لاتزال البنوك المركزية العالمية واقعة تحت ضغط لبذل المزيد من الجهد لدعم اقتصاداتها خلال فترة الركود الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المميت، حتى بعد انخفاض أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية والتعهد بإنفاق تريليونات الدولارات على شراء الأصول.
وقالت وكالة أنباء “بلومبرج”، إن البنك الاحتياطى الفيدرالى والبنك المركزى الأوروبى والبنك المركزى اليابانى، الذين يغطون سوياً نحو نصف الناتج العالمى، يعتزمون عقد اجتماعات لصانعى السياسة هذا الأسبوع، بعد تسبب كوفيد-19 فى توقف نشاط الاقتصادات تماماً واضطرابات الأسواق المالية.
وذكرت أن صناع السياسة النقدية ربما يضطرون إلى بذل المزيد من الجهد للحد من الركود الاقتصادى وتسريع الانتعاش، ومن بين الخيارات المتاحة أمامهم، تمديد التيسير الكمى والمساعدة في تقديم تسهيلات ائتمانية للشركات المضطربة والالتزام بأسعار فائدة منخفضة للغاية لفترة أطول.
وقال توم أورليك، كبير الاقتصاديين فى “بلومبرج إيكونوميكس”، إن حدة أزمة فيروس كورونا تجبر البنوك المركزية على تجاوز حدود الممكن، حيث أصبح من المتوقع أن يوسع البنك المركزي الأوروبي برنامجه لشراء الطوارئ الجديد المخصص للتصدي للجائحة ويقدم البنك المركزى الياباني المزيد من الدعم للشركات، فى حين أن الاحتياطى الفيدرالى لن يقدم مزيداً من الدعم، ولكنه سيؤكد أن لديه مساحة للقيام بالمزيد.
الاحتياطى الفيدرالى
من المقرر أن يكون اجتماع لجنة السياسات النقدية، المقرر انعقاده يومى 28 و29 من أبريل، الاجتماع الأول منذ يناير الماضي، واجتمع المسئولون عدة مرات منذ ذلك الحين، حيث خفضوا أسعار الفائدة إلى الصفر تقريباً وطرحوا سلسلة من تسهيلات الإقراض الطارئة وغير التقليدية المصممة لدعم الأسواق والحفاظ على تدفق الائتمان للشركات.
كانت توقعات الاقتصاديين، ممن خضعوا لاستطلاع أجرته “بلومبرج”، محدودة بشأن إمكانية إجراء أى تغييرات جوهرية فى اجتماع الأسبوع الحالى، حيث لا تتوقع الأغلبية الكبرى أن يقدم صانعو السياسة أي إرشادات إضافية حول المدة التي ينوون فيها إبقاء أسعار الفائدة قريبة من الصفر أو حول الوتيرة المستقبلية لشراء الأصول على نطاق واسع.
ولكن المستثمرين سيبحثون عن أي مؤشرات، من رئيس مجلس الإدارة جيروم باول، حول مدى عمق مخاوف الفيدرالي من الركود وتوقعاته للتعافى.
البنك المركزي الأوروبي
يعتزم البنك المركزي الأوروبي تحديد سياسته، يوم الخميس، حيث تجادل الحكومات بشأن الإجراءات المالية المشتركة.
ويتوقع معظم الاقتصاديين إبقاء المركزي الأوروبي سياسته النقدية كما هي، حيث تعهد مؤخرا بزيادة مشترياته من الأصول بأكثر من تريليون يورو هذا العام، كما أنه سهل على البنوك إجراءات تمويل قروضها للشركات، ولكن واحد من كل 4 مستجيبين لدراسة “بلومبرج” يعتقد أن البنك لايزال بإمكانه تعزيز حجم برنامج الطوارئ المخصص للتصدى للوباء فى الاجتماع المقبل، بينما يرى معظم المستطلعين إمكانية حدوث ذلك بحلول سبتمبر.
بنك اليابان
يعتقد الاقتصاديون، فى الاستطلاع، أن محافظ البنك المركزي الياباني هاروهيكو كورودا سيتخذ مع زملائه من صناع السياسة مزيداً من الخطوات لتأمين الائتمان للشركات المتضررة من تفشي الوباء، حيث توقع نحو 83% من 40 محلل أن يقدم بنك اليابان أدوات جديدة لدعم الإقراض المصرفى للشركات فى الاجتماع المقرر غداً الاثنين.