الوكالة تصدر ثالث تحديث للتوقعات مع انكماش مضاعف فى الناتج المحلى العالمى
3.9% معدل الانكماش المتوقع وهو الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية
أصدرت وكالة فيتش للتصنيف الائتمانى ثالث تحديث لتوقعاتها الاقتصادية العالمية فى غضون شهر، مع تخفيضات كبيرة فى توقعات الناتج الإجمالى العالمى.
وتشير التوقعات الجديدة لوكالة “فيتش” للتصنيف الآن إلى أن إجمالي الناتج المحلي العالمي سوف ينكمش بمعدل 3.9% خلال العام الحالى، فى أعمق ركود منذ الحرب العالمية الثانية.
وتعد تلك التوقعات ضعف حجم الانكماش الذى سبق وتوقعته الوكالة فى التحديث السابق، كما أنه سيكون ضعف الانكماش المسجل فى أعقاب الأزمة المالية عام 2009.
أضافت أن هذا الانكماش يترجم إلى انخفاض قدره 2.8 تريليون دولار في مستويات الدخل بالنسبة لعام 2019 وخسارة قدرها 4.5 تريليون دولار من توقعاتها السابقة للفيروس لعام 2020 من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
منطقة اليورو
وقالت الوكالة إن أكبر المراجعات الهبوطية كانت من نصيب منطقة اليورو، حيث تسبب التدابير اللازمة لوقف انتشار الفيروس التاجي لها في خسائر فادحة في النشاط في الربع الأول من عام 2020.
وتوقعت أن ينكمش الاقتصاد الإيطالى، أحد أكبر المتضررين من انتشار فيروس كورونا فى العالم، بنحو 8% خلال العام الحالى بعدما كشفت المؤشرات الرسمية انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بالفعل بنسبة 5% في الربع الأول من العام، وبعد التمديد الأخير للإغلاق.
أضافت أن نسبة كبيرة من الشركات الصغيرة في الدولة والنطاق المحدود لتخفيف السياسة المالية يؤثر أيضا على التوقعات الاقتصادية.
وتشير التقديرات الرسمية أيضا إلى أن فرنسا وإسبانيا تشهد انخفاضات في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5% تقريبًا في الربع الأول من عام 2020، مع تضرر النظرة الإسبانية بشكل خاص من الانهيار في السياحة.
وإجمالا تتوقع أن ينكمش اقتصاد منطقة اليورو بنحو 7% خلال العام الحالى.
وقالت الوكالة إنه لم تنج أي دولة أو منطقة من الأثر الاقتصادي المدمر للوباء العالمي، وتوقعت أن ينكمش الناتج المحلى الإجمالى للولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة بأكثر من 10% فى الربع الثانى من العام الحالى، مقارنةً مع توقعات بنحو 7% في التحديث الأول لشهر أبريل. وسيؤدي ذلك إلى انخفاضات سنوية في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 6%، على الرغم من التخفيف الحاد للسياسة النقدية.
الأسواق الناشئة
وفيما يتعلق بالأسواق الناشئة قالت الوكالة إن التحديث الأخير للتوقعات أدخل تنقيحات نزولية حادة للناتج المحلى الإجمالى لتلك الأسواق، بسبب أسعار السلع المتراجعة وخروج رؤوس الأموال ومحدودية مرونة السياسة، وجميعها أشياء تفاقم آثار الإجراءات المحلية لاحتواء الفيروس.
وأجرت الوكالة تعديلات كبيرة على التوقعات الاقتصادية لكل من المكسيك والبرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا وتركيا.
ومع التوقعات الجديدة الآن بأن تنمو كل من الصين والهند بنحو 1% فإن الناتج المحلى الإجمالى للأسواق الناشئة سينكمش بشكل صريح خلال العام الحالى، وهو تطور تقول فيتش أنه لم يسبق له مثيل منذ عام 1980 على الأقل.
الاقتصادات المتقدمة
وأعلنت العديد من الاقتصادات الكبرى تمديدات لفترات الإغلاق في الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة والعديد من أكبر الولايات الأمريكية.
وقالت الوكالة إنها تتوقع أن تصل مدة الإغلاق إلى ثمانية أو تسعة أسابيع فى معظم الاقتصادات المتقدمة الرئيسية، على الرغم من زيادة الحديث في الأيام الأخيرة عن “استراتيجيات الخروج” وإزالة جزئية لبعض القيود بما في ذلك ألمانيا وإسبانيا وبولندا. وهذا يتناقض مع الافتراض السابق حول مدة إغلاق تصل إلى خمسة أسابيع.
وتقول فيتش إن مراجعتها الأخيرة للتوقعات تأخذ بعين الاعتبار البيانات الكلية، والتي تشير إلى أن عمليات الإغلاق لها تأثير مدمر أكبر من المتوقع على النشاط اليومي. وتشير إحصائيات كندا إلى انكماش بمعدل 2.6% فى الربع الأول من العام الحالى أو 10% على أساس سنوى، رغم أن إجراءات الإغلاق لم تبدأ سوى فى منتصف مارس، بينما قدر مكتب الإحصاء الفرنسي أن النشاط قد تقلص بنسبة 35% أثناء عملية الإغلاق.
وتشير الوكالة إلى تطور رئيسي آخر هو الزيادة في المطالبات الأسبوعية لتأمين البطالة في أمريكا الشمالية، فالبيانات الأسبوعية فى الولايات المتحدة تشير إلى تضخم في البطالة إلى نحو 25 مليون في أبريل، وهو ما يعني ضمنا انخفاضا يقترب من 15% في التوظيف منذ أواخر عام 2019.