يبدو أن نمو الاقتصاد الأمريكي القياسي الذي دام لنحو 11 عاما، وصل إلى نهايته وبدأ في الدخول في أعمق ركود في 8 عقود على الأقل.
وانكمش أكبر اقتصاد في العالم بوتيرة سنوية تقدر بـ 4.8% في الربع الأول، وهو أكبر انكماش منذ عام 2008 وأول انكماش منذ عام 2014، حيث أجبرت حاجة الولايات المتحدة لمكافحة جائحة فيروس كورونا الشركات على الإغلاق والمستهلكين على البقاء في منازلهم.
وتعتقد وكالة أنباء “بلومبرج” أن الربع السنوي الحالي ربما يكون أسوأ بكثير، حيث يتوقع المحللون إمكانية انهيار الاقتصاد الأمريكي بمستوى قياسي يعيد الأذهان إلى فترة الأربعينيات، كما توقعت مؤسسة “بلومبرج إيكونوميكس” انكماشا سنويا بنسبة 37%، ولكن مصرف “يونكريديتو” الإيطالي هو الأكثر تشاؤما حيث يتوقع انكماش الاقتصاد بنسبة 65%.
وجاء الانكماش في الربع الأول، الذي أعلنته وزارة التجارة الأمريكية اليوم الأربعاء، مدفوعا بأكبر انخفاض في إنفاق المستهلكين منذ عام 1980 وأسرع وتيرة انخفاض في الاستثمار التجاري منذ نحو 11 عاما.
وتكشف الارقام الأسوأ من المتوقع عن الضربة واسعة النطاق التي تسبب بها انتشار كوفيد-19 للناتج الأمريكي ووقف الأنشطة الاقتصادية الذي لحق بالتفشي.
قال ستيفن ستانلي، كبير الاقتصاديين في شركة “أمهرست بيربونت سيكيوريتيز”، على راديو بلومبرج، إن هذا الأمر لا يمكن تصديقه بالنظر إلى حقيقة أن الاقتصاد كان يسير إلى حد كبير بشكل طبيعي بنسبة تزيد عن 80% في الربع الأول.
وأشار التقرير إلى نهاية التوسع الذي بدأ في منتصف عام 2009، عندما بدأ الاقتصاد في التعافي من آثار الأزمة المالية العالمية، فمنذ ذلك الحين ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 7 تريليون دولار وانخفضت البطالة إلى أدنى مستوى لها في 5 عقود لتصل إلى نسبة 3.5%.
وفي الوقت الذي تناقش فيه الحكومة الأمريكية والولايات متى ومدى سرعة رفع القيود المفروضة على الشركات والمدارس، لا يزال هناك شكوك كبيرة حول مدة التباطؤ الاقتصادي وشكل الانتعاش.