قدر تحليل أجرته شركة “ريستاد انرجي” أن شركات إنتاج البترول والغاز معرضة لخسارة إيرادات بقيمة تريليون دولار في 2020.
وقالت الشركة – حسبما نقلت شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية –إن القطاع حقق إيرادات بقيمة 2.47 تريليون دولار عالميا العام الماضي، ولكن من المتوقع العام الجاري أن تنخفض إلى 1.47 تريليون دولار أي بمعدل تراجع 40% على أساس سنوي.
وتأتي هذه التقديرات في الوقت الذي يؤدي فيه وباء كورونا والإغلاقات الاقتصادية إلى إضعاف الطلب وإجبار الشركات على خفض الإنفاق وإلغاء المشروعات.
وقبل أن يضرب الفيروس الاقتصادات، كانت “ريستاد” تتوقع أن تصل إيرادات القطاع في 2020 إلى 2.35 تريليون دولار، كما توقعت هبوط الإيرادات في 2021 كذلك إلى 1.79 تريليون دولار مقارنة بـ2.52 قبل الفيروس.
وقالت الشبكة الأمريكية إن قطاع الطاقة ينكمش بحدة وأصبح ثاني أصغر قطاع في مؤشر “ستاندرد آند بورز” بأكمله، ويشكل 3% فقط من المؤشر مقارنة بـ15% منذ عشر سنوات و30% في 1980.
وتوقعت وكالة الطالقة الدولية تراجع قياسي في الطلب بمقدار 9.3 مليون برميل يوميا في 2020 بسبب اضطرار جميع الشركات – باستثناء الشركات الحيوية – عبر العديد من الاقتصادات إلى الإغلاق ومكوث ملايين العمالة في المنازل لأجل غير مسمى، وتراجعت حركة السفر الجوي في الولايات المتحدة بنسبة 95% على أساس سنوي، وهو ما يعكس وضع قطاع النقل الجوي العالمي ككل.
وخفضت شركة “اكسون” إنفاقها الرأسمالي عالميا بنسبة 30%، ويتوقع مديرها التنفيذي، دارين وودز، تراجع الطلب العالمي ما بين 25% إلى 30% في المدى القريب، وأعلنت عمالقة الطاقة مثل “شيفرون” و”بي بي” و”شل” و”أرامكو” عن تخفيضات الإنتاج بين 20% إلى 25% في عملياتهم عالميا، وفي القطاع ككل، وخفضت شركات البترول حتى الآن العام الجاري 54 مليار دولار من إنفاقها المخطط، وفقا لما نقلته وكالة أنباء “رويترز” الشهر الجاري.
وكتبت ريستاد: “العام الجاري سوف يكون صاحب أضعف نشاط في المشروعات منذ الخمسينات وسوف تنخفض قيمة الاستثمارات إلى 110 مليارات دولار أي أقل من ربع القيمة في 2019 نتيجة تأجيل أغلب المشروعات”.
وتوقعت ريستاد تراجع التدفقات النقدية لشركات البترول تراجعا حادا وتقدر أن تنكمش التدفقات النقدية الحرة للقطاع في 2020 إلى 141 مليار دولار أو ثلث مستوى 2019، ومع ذلك يعتمد هذا الرقم على سيناريو تكون فيه أسعار البترول 34 دولار للبرميل في 2020 و44 دولار في 2021، وبالتالي هناك مخاطر هبوطية كبيرة إذا استمرت الأسعار الحالية المنخفضة.
وقالت أولجا سافينكوفا، محللة لدى “ريستاد”، إن العام الجاري سيكون صعبا على الدول المعتمدة على الإيرادات البترولية مثل روسيا والعديد من الدول في الشرق الأوسط، مضيفة أنه على المدى القريب قد تضطر صناديق الثروة السيادية للتدخل للإنقاذ وسد الفجوات في الموازنات لتجنب تخفيضات كاسحة في الإنفاق.