كانت مجموعة “على بابا” الصينية للتجارة الإلكترونية تضع التوسع العالمي صوب عينيها، ولكن تفشي فيروس كورونا المستجد أتاح الفرصة أمامها لتسريع خططها.
وفي الأسابيع الأخيرة، برز عملاق التكنولوجيا، ومقره هانغتشو الصينية، كوسيط هام بين المصانع الصينية والطلب العالمي الهائل على المعدات اللازمة لمكافحة الوباء، من الأقنعة الطبية إلى مطهرات الأيدي وأجهزة التنفس الصناعي.
ويرجع ذلك جزئيا إلى مساهمات المؤسس جاك ما والذراع الخيرية لـ “على بابا”، والتي شحنت أكثر من 40 مليون قطعة من معدات الوقاية الشخصية إلى 150 دولة وتعهدت بتقديم 101 مليون قناع طبي لمنظمة الصحة العالمية.
ولكن الكفاءة التي كانت تتسم بها معدات الوقاية الشخصية، التي قدمتها “على بابا”، فتحت الأبواب أمام الشركة إلى سوق جديدة محتملة هائلة، حيث يتحول المستهلكون العالميون إلى عملاق التجارة الإلكترونية الصيني للمرة الأولى ويكتشفون المنتجات الأخرى التي يقدمها لهم أيضا.
في أوروبا والولايات المتحدة بشكل خاص، استفادت منصات الشركة من ارتفاع حاد في الطلب، صعب بدوره إمكانية العثور على معدات الوقاية محليا وعلى منصات التجارة الإلكترونية ومنها “أمازون” و “إيباي”، وفقا لما أوضحته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
أما في إسبانيا وإيطاليا، ارتفع مستوى التوجه إلى منصة “على إكسبريس”، التابعة لـ “على بابا”، التي تربط التجار الصينيين بالمتسوقين حول العالم، بنسبة 20% و 14% على التوالي خلال الربع الأول مقارنة بالعام السابق، وفقا لبيانات صادرة عن موقع “سميلارويب”.
وفي الأشهر الأخيرة، استهدفت “على بابا” سوق جنوب أوروبا بشكل خاص، حيث لا يزال التسوق عبر الإنترنت أقل رسوخا مما هو عليه في دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، وبالتالي فإن منافسيها ليسوا أكثر قوة، لذلك أغرقت الشركة هذه المناطق بموارد إعلانية في محاولة لكسب عملاء جدد.
وفي الوقت نفسه، يحظى العملاق الصيني بعملاء جدد في أنحاء أخرى من آسيا. كما أنها أصبحت مورد معدات الوقاية الشخصية للعالم، إذ يأتي البروز في هذا المجال في خضم خطة توسع عالمية كانت جارية بالفعل.
وقال ديفيد دي، من شركة “برنستاين” للأبحاث، إن “على بابا” تسعى لتحقيق نمو دولي على جبهتين، تأتي مباشرة من خلال “على أكسبريس” في الأسواق الناضجة والتنافسية، ومن خلال منصات التجارة الإلكترونية التي تديرها محليا في الأسواق الناشئة.
وأضاف: “تمتلك على بابا بالتأكيد طموحا للتوسع في الخارج، وأن تصبح عملاقا للتجارة الإلكترونية العالمية”.
في السنوات الأخيرة، طورت الشركة بصمة عالمية كبيرة، في ظل وجود مجموعة من مواقع التجارة الإلكترونية المحلية بما في ذلك “لازادا” في سنغافورة، والتي استثمرت فيها 4 مليار دولار، و “ترينديول” التركية و “داراز” الباكستانية، التي استحوذت عليها في 2018.
بالإضافة إلى ذلك، استثمرت الشركة ما يصل إلى 945 مليون دولار في شركة “توكوبيديا” الإندونيسية المتخصصة في التجارة الإلكترونية، كما أنها استحوذت على حصة في “سناب ديل” الهندية، وشكلت مشروع مشترك باسم “على إكسبريس روسيا”، الذي أصبح يهيمن على المبيعات عبر الإنترنت في البلاد.