تسببت أزمة السفر المستمرة في الولايات المتحدة في خفض الآلاف الوظائف، حيث ينتظر قطاع الطيران عودة الركاب للتحليق في السماء، ولكنه بدلا من ذلك يستعد لسنوات من انخفاض الطلب نظرا لتفشي جائحة فيروس كورونا.
وتقوم شركات الطيران الأمريكية بخفض مئات الآلاف من الرحلات الجوية وخفض مواعيد إقلاع الطائرات بنسبة 80% أو أكثر خلال شهر يونيو على الأقل، كما أنها أوقفت تشغيل آلاف الطائرات في ظل انخفاض الطلب على التذاكر بنسبة 95% تقريبا.
وأوضحت وكالة أنباء “رويترز” أن شركات الطيران تلتزم الآن بفرض ارتداء الأقنعة الطبية وإتباع إجراءات جديدة للتنظيف في محاولة لإقناع الركاب بمدى آمان الطيران مرة أخرى، ولكنها تخشى أيضا من احتمالية أن يؤدي ضعف الاقتصاد إلى انخفاض الطلب.
وقالت مجموعة “سبيريت ايرو سيستمز”، يوم الجمعة، إنها تعتزم تسريح ما يصل إلى 1450 عاملا في ولاية كانساس الأمريكية، استجابة لانخفاض معدلات الإنتاج من شركتي “بوينج” و “إيرباص”.
وقال توم جينتيل، الرئيس التنفيذي لشركة “سبيريت إيرو سيستمز”، للموظفين في رسالة بريد إلكتروني، أطلعت عليه “رويترز”: “هذا الانخفاض المفاجئ في السفر الجوي أجبر عملائنا على التكيف مع انخفاض الطلب من شركات الطيران، التي يسعى الكثير منها إلى تأجيل أو إلغاء طلبيات الطائرات”.
وأضاف: “تخبرنا جميع المؤشرات الآن إمكانية استمرار انخفاض الطلب على الطائرات التجارية الجديدة لعدة أعوام”.
وفي الوقت نفسه، أعلنت شركة “بوينج”، يوم الأربعاء، اعتزامها خفض بعض معدلات الإنتاج وإلغاء ما يقرب من 16 ألف وظيفة في جميع أنحاء العالم أو ما يصل إلى 10% من قوتها العاملة بحلول نهاية العام.
ويتوقع ديف كالهون، الرئيس التنفيذي لشركة “بوينج”، أن يستغرق السفر ما يتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام للعودة إلى مستويات 2019 ثم سيستغرق الأمر بضعة أعوام بعد ذلك لتعود الصناعة إلى اتجاهات النمو طويلة الأمد.
قالت شركة “دلتا إيرلاينز”، الأسبوع الماضي، إنها لا تتوقع تعافى السفر الجوي لمدة عامين أو ثلاثة أعوام.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من 37 ألف موظف في شركة “دلتا إيرلاينز” تطوع للحصول على إجازة بدون أجر تستمر من شهر إلى عام.
وقال دوج باركر، الرئيس التنفيذي لشركة “أمريكان إيرلاينز”، في مقابلة أجراها مع “رويترز” يوم الخميس: “ستكون الشركة أصغر مما كنا نخطط بالتأكيد في عام 2021”.
وحذرت العديد من شركات الطيران من اضطرارها إلى إجراء تخفيضات كبيرة جديدة قبل نهاية العام، إذا لم يحدث تحول كبير في أعداد الركاب خلال الفترة المقبلة.