
المخزون يصل ذروته فى الربع الثالث من العام بعدها الأسعار تبدأ فى التوازن
برنت يسجل 30 دولارًا للبرميل خلال الشهور الـ3 المقبلة
توقع كريدى سويس، أن تظل العقود الآجلة للبترول التى اقترب موعد تسليمها عرضة للمخاطر، خلال الشهور الـ3 إلى الـ6 المقبلة، ما يعنى أن هناك تقلبات ضخمة قد نشهدها مجددًا، بفعل السعات التخزينية المكدسة.
تابع: “ولكن الضغوط الحالية من شأنها أن تسرع من عملية استعادة التوازن على المدى المتوسط والطويل”.
ورجح بلوغ مخزون البترول ذروته فى الربع الثالث من العام قبل أن ينخفض مجدداً بما يفسح المجال أمام تعافى الأسعار.
وذكر أن الفارق الكبير فى الوقت الحالى بين سعر العقود الآجلة وسعر التسليم الفورى يعد عقبة أمام الاستثمارات المباشرة، وأن توزيعات الأرباح لعبت دورًا حيويًا فى الاستثمار بقطاع النفط، خاصة للشركات الكبيرة، لأن المستثمرين يشترون أسهمهم لما تعرضه من توزيعات مرتفعة فيما ينظر أقلية فقط لآفاق النمو، وفى الوقت الحالي تأثرت التوزيعات الفعلية للأرباح بعد انخفاض تسعير الأسهم، وذلك رغم نموها كنسبة من سعر السهم.
هل امتلأت السعات التخزينية عن آخرها؟
قال التقرير، إن أسواق النفط الفورية فزعة من فائض المعروض الكبير، والذى قد يصل إلى ما بين 20 و30 مليون برميل يوميًا بعدما تسبب الاغلاق العالمي في تحطيم الطلب، ومعها حق فى ذلك، حيث أن اتفاق أوبك+ بخفض المعروض 9.7 مليون برميل يوميًا سيبدأ تنفيذه بداية من مايو، فى حين أن الخفض من جانب الدول خارج المنظمة بنحو 4 ملايين برميل يوميًا سيأخذ بعض الوقت كى يتحقق على أرض الواقع، ما يعنى أنه ولحين تعافى الطلب مجددًا سيظل المخزون يرتفع بصورة مطردة.
أضاف أن السعات التخزينية فى “كوشينج أوكلاهوما” مركز تسليم البترول الصخرى ستمتلئ بالكامل، فى مايو، أى أقرب مما كان متوقعًا، وذلك كان السبب الأساسى فى اضطرابات الأسواق الفترة الماضية، خاصة مع غياب الطلب من محطات التكرير.
وعلى المستوى العالمى، وفى بعض المناطق الأخرى من الولايات المتخدة، فهناك بعض السعات التخزينية المتوافرة نظريًا على السفن، لكن الوصول لها ربما لا يكون سهلاً.
ما هى توقعات الأسعار؟
في المرحلة الأولى يرى كريدى سويس، إن الأسعار سترتفع عن مستوى 30 دولاراً للبرميل خلال الشهور الـ3 المقبلة وذلك لخام برنت، لكن ستظل مخزونات النفط الضخمة عبء على العوائد الكلية، في ظل الفارق الكبير بين أسعار التسليم والعقود الآجلة، ما يعنى استمرار تكلفة تمديد العقود.
وقال إن عدم اليقين على المدى المتوسط مرتفعة، لكنه أكد أنه بعد 12 شهرًا هناك ثقة أكبر فى أن الضغوط الحالية ستؤدى إلى ارتفاع أسعار البترول بشكل يعوض تلك الخسائر.
ما يعنى أنه للعودة إلى مستويات التوزان التى شهدناها عند 45 دولارًا، يجب أن يتراجع مخزون النفط بشكل ملحوظ وذلك قد يحدث فى2021 على افتراض تخلى الاقتصادات الكبرى عن الإغلاق.
وقالت إن التقلبات الاستثنائية فى الأسواق تعنى أن تقديرات الأسعار ستكون عرضة لمزيد من المراجعات بوتيرة أسرع من المعتاد.
هل سيرتفع نشاط خدمات البترول والحفر بمجرد تعافى أسعار النفط؟
فى الماضى ارتبطت دورة أسعار البترول، وأسعار أسهم شركات الخدمات البترولية والحفر بأسعار البترول، فحينما ترتفع أسعار البترول تنفق شركات الاستكشاف والانتاج المزيد على النفقات الرأسمالية وحفر آبار جديدة ما يعني مزيد من المال لشركات خدمات البترول، لكن تلك الرابطة انحلت العام الماضى، قبل انهيار أسعار البترول، لأن المستثمرين أجبروا شركات الاستكشاف والإنتاج على ارجاع أى فائض فى التدفقات النقدية للمساهمين.
ولذلك حينما ستزيد أسعار البترول لن تستطيع الشركات توجيهها لرفع انفاقها الاستثمارى، عوضًا عن ذلك، ومع الارتفاع المتوقع لأسعار البترول العام المقبل، ستلجأ لسداد الديون عليها لتحسين تصنيفها الائتماني لتكون مستعدة أكثر لأى كساد محتمل.