قال مطورون عقاريون، إنَّ الأزمة الحالية التى يشهدها السوق غيرت آلية تعامل الشركات مع العملاء ونوعية المنتج العقارى المطلوب حالياً وفقاً للمتغيرات الجديدة بخلاف الفترة التى سبقت فيروس «كورونا».
ويرى المطورون أن رغبات الشراء للعملاء تنوعت فى ظل الوضع الراهن حيث يبحث العميل عن الشركات الجادة الملتزمة ببرامج التنفيذ بمشروعاتها وهو الأمر الذى يقابله انصراف العملاء حالياً عن مشروعات «الأوف بلان» والتى من المتوقع أن يتراجع الطلب عليها خلال الفترة الحالية لحين انتهاء الأزمة.
وقال المهندس علاء فكرى رئيس مجلس إدارة شركة «بيتا إيجيبت للتنمية العمرانية» إن المشروعات السكنية «أوف بلان» تواجه تحدياً خلال تلك الفترة بسبب «كورونا»، وتوجه العميل نحو المشروعات الجاهزة أو التى من المقرر تسليمها خلال عام.
أضاف أن الشركات العقارية التى تمتلك محفظة وحدات جاهزة بالسوق تمثل %20 من إجمالى عدد الشركات والتى سوف تستفيد من توجه العملاء الحاليين بجانب الشركات التى أنجزت معدلات تنفيذ بمشروعاتها.
وأوضح فكرى أن شكل السوق العقارى سوف يتغير خلال الفترة المقبلة بسبب المخاطر التى يتعرض لها المطورون لانخفاض التدفقات النقدية وتأثر شريحة كبيرة من العملاء سواء العاملين فى الخارج أو العميل المحلى.
وأشار إلى أن تركيز الشركات العقارية على معدلات التنفيذ بمشروعاتها سوف يسهم فى بناء ثقة مع العملاء بجانب ضرورة وجود حلول مرنة من الدولة للتمويل العقارى وتخفيف الاشتراطات.
وقال عمرو بدر رئيس مجلس إدارة شركة «ذى آدرس للتطوير العقارى» إن الشركات تستهدف استكمال خططها الاستثمارية خلال العام الجارى رغم تداعيات «كورونا» على السوق العقارى مع وضع حلول تسويقية بهدف جذب العملاء المستهدفين والتعامل مع متغيرات القطاع
.أضاف أن حركة المبيعات فى الشركات العقارية تأثرت خلال المراحل الأولى لظهور الفيروس ولكن تم تدارك الموقف وبدأت فى وضع أليات جديدة تناسب المرحلة الحالية والتعرف على متطلبات العملاء الجدد خاصة أن كل شركة تستهدف شريحة محددة من العملاء وتكثف أدواتها التسويقية للوصول لتلك الشريحة.
وأوضح بدر أن الشركات العقارية المالكة لمحفظة وحدات جاهزة لاتتجاوز %20 من الشركات المستثمرة فى السوق ولكن هناك آليات تساهم فى بناء الثقة مع العميل منها حجم الإنشاءات فى المشروع بجانب سمعة الشركة وتاريخها فى التسليمات.
وأشار إلى أن الطلب على العقار لايزال قائما وفى نمو رغم الأوضاع الراهنة إلا أن نوعية المنتج العقارى سوف تختلف وسيدفع ذلك شركات التطوير العقارى إلى وضع حلول جديدة والتعامل مع العملاء الحاليين بمرونة لتجاوز تلك الأزمة بالإضافة إلى تقديم تسهيلات جديدة تناسب التغيرات التى طرأت على دخول العملاء بسبب «كورونا».
وقال على الشربانى رئيس مجلس إدارة شركة «تبارك القابضة» إن السوق العقارى يشهد تغيرات غير مسبوقة خاصة أن الأزمة ليست مقتصرة على دولة واحدة فقط كما أن توجهات العميل اختلفت فأصبح يبحث عن الوحدات الجاهزة بخلاف «الأوف بلان».
أضاف أن شركات التطوير العقارى تواجه حالياً أعباء جديدة متمثلة فى تراجع التدفقات النقدية نتيجة لركود المبيعات وخاصة المشروعات قيد الإنشاء وان الشركات سوف تبدأ فى توريق محفظة أقساط العملاء بهدف تمويل المشروعات وآجال السداد.
وقال المهندس محمد العاصى الرئيس التنفيذى لشركة «إيدج القابضة» إن شركات التطوير العقارى التى لديها ملاءة مالية جيدة تستطيع تجاوز الأزمة الحالية خاصة مع ركود المبيعات التى يشهده السوق وتغير خريطة التطوير العقارى.
أضاف أن توجه العميل للوحدات الجاهزة والمشروعات المقرر تسليمها خلال عام أو عام نصف أمر طبيعى فى ظل الأوضاع الحالية خاصة مع حالة التخوف والترقب التى يشهدها السوق بالإضافة إلى أن هناك نوعية من العملاء تلجأ لاقتناص الفرص الاستثمارية فى ظل الأزمات نظراً للتخفيضات التى تقرها الشركات فى البيع «الكاش» ومواقع المشروعات وعدد من العوامل التى تسهم فى جذب العميل.
أوضح العاصى أن مشروعات «الأوف بلان» تواجه مشكلة حالياً مقارنة بالفترة التى سبقت «كورونا» وأن متطلبات العملاء تغيرت وانعكس ذلك على تراجع مبيعات الشركات العقارية فى بداية الأزمة.
أشار إلى أن شركات التطوير العقارى التى ستثبت جديتها خلال الفترة الحالية عبر تكثيف معدلات الإنشاءات بمشروعاتها ستستحوذ على عملاء جدد.وتوقع العاصى ارتفاع المبيعات تدريجياً بنهاية العام الجارى كما أن الإجراءات التى أقرتها الدولة ومبادرات التمويل العقارى سوف تساهم فى تنشيط السوق الفترة المقبلة ولكن يجب أن تكون هناك حلول غير تقليدية.