
ارتفعت مبيعات السيارات في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، للمرة الأولى منذ عامين تقريبا في أبريل الماضي مع إطلاق العنان للطلب المكبوت بعد رفع عمليات الإغلاق التي فرضت من أجل احتواء انتشار جائحة فيروس كورونا، في تعزيز القطاع الذي يواجه صعوبات.
وتقول الرابطة الصينية لمصنعي السيارات إن هذه الزيادة، البالغة 4.4% مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، تعتبر الزيادة الأولى منذ أن أدى تراجع حالات الإعفاءات الضريبية في يوليو 2018 إلى إنهاء عقود من النمو المتواصل.
وأوضحت الرابطة الصينية أن المكاسب كانت مدفوعة إلى حد كبير بارتفاع نسبته 30% في مبيعات المركبات التجارية، خاصة الشاحنات، في حين ظلت مبيعات مركبات الركاب أقل بنسبة 2.6% عن العام السابق.
وأشارت إلى أن هذا الانتعاش لم يكن متوقعا بعد أن تسبب انتشار الوباء في انخفاض مبيعات السيارات في الصين بنسبة 79% في فبراير وبنسبة 43% في مارس.
ومع ذلك، لا تزال البلاد تسلك طريقا نحو تسجيل الانخفاض السنوي الثالث على التوالي في المبيعات، مما يقدم توقعات متفائلة بانخفاض نسبته 15% أو تراجعا بنسبة 25% في أسوأ السيناريوهات.
وسلطت رابطة مصنعي السيارات الضوء على خطر تعطل سلاسل الإمداد الخاصة بقطع غيار السيارات المستوردة، بسبب التأثير العالمي لوباء كورونا، الذي قد يؤدي بدوره إلى توقف الإنتاج.
وقال ييل زانج، مؤسس شركة “أوتوموت فورسايت” الاستشارية ومقرها شنغهاي، إن البيانات الخاصة بشهر أبريل كانت علامة جيدة للغاية، خاصة فيما يخص ارتفاع مبيعات السيارات الرياضية، التي كانت في السابق محرك نمو لهذه الصناعة.
وأشار إلى أنه كان يراقب إشارات الطلب المستمر لتحديد ما إذا كان من الممكن استمرار الانتعاش.
استجابت القيادة الصينية للأزمة من خلال توسيع نطاق الإعفاءات الضريبية والإعانات المقدمة لدعم القطاع وتشجيع المدن الكبيرة على تخفيف القيود المفروضة على عدد لوحات الترخيص المتاحة بشكل سنوي.
ومع ذلك، استمرت السيارات الكهربائية في التخلف عن الركب، حيث تراجعت مبيعات السيارات العاملة بالطاقة الجديدة- التي تشمل السيارات الكهربائية والهجينة العاملة بالبطارية بنسبة 26.5% في أبريل مقارنة بالشهر ذاته في عام 2019، مما أدى إلى استمرار التباطؤ الذي بدأ في يوليو الماضي.