تعتبر مرحلة المدرسة سواء كانت في داخل حرم المدرسة أو التدريس عن بعد كما نشهد حالياً؛ من أهم المراحل العمرية التي يمر بها كل من الأهل والأطفال سوياً، يتم خلالها نمو الطفل الجسدي والذهني والإدراكي، وبالتالي يجب الحرص جيداً على أن يكون نظامه الغذائي خلال هذه الفترة متوازناً يزوّده بكل حاجات جسمه المتزايدة من المغذيات الضرورية خلال فترة النمو.
ويشكل الحليب المدعم البودرة جزءاً أساسياً من هذا النظام بفضل محتواه من المغذيات الأساسية للطفل في هذه المرحلة العمرية.
ومن الملاحظ أنه يبدأ بعض الأطفال في هذه المرحلة بالتمرّد على الأهل واتخاذ مواقف تدلّ على تمتعهم بشخصية مستقلة، وهذا يرافقه تغيير في عاداتهم الغذائية كالتوقف عن تناول الحليب بهدف التفاخر بأنهم أصبحوا كباراً أو بسبب الملل من طعم الحليب أو كتقليد لأحد الوالدين أو الأصدقاء أَو لأنهم يتناولون الحليب السائل غير المدعم أو يستبدلون الحليب بتناول العصير والمشروبات الغازية.
الحليب البودرة المدعم يحتوي على أفضل صيغة لنمو الطفل
ويعتقد الكثير من الأهل أن الهدف الوحيد من تناول الحليب هو فقط الحصول على الكالسيوم الضروري للنمو وأنه لا فرق بالمكونات بين أنواع الحليب سواء كان سائل أو مجفف، وبالتالي يتجاهلون حقيقة أن الحليب البودرة يحتوي على أفضل صيغة من التدعيم وهو طبيعي وخالي من السكر والمواد الحافظة والملونات الصناعية.
ويحتوي الحليب البودرة على البروتين الذي يضمن بناء كتلة عضلية سليمة والمحافظة على وزن صحي، والكالسيوم الضروري لبناء هيكل عظمي سليم وقوي، وفيتامين د الضروري لامتصاص الكالسيوم، وفيتامين آ الضروري لنمو الطفل وتعزيز مناعته، والزنك الضروري لأداء طبيعي لوظائف الجهاز المناعي، بالإضافة إلى مجموعة فيتامينات ب الأساسية في مكافحة التعب والإرهاق. ولا ننسى فيتامين سي الذي يعزز المناعة ويتوفر بتراكيز صحيحة تساعد على ضمان امتصاص كامل للحديد يساهم في نمو الطفل الجسدي والذهني وتقوية مناعته للأمراض.

فبعض الحليب السائل لا يحتوي على فيتامينات “د، آ، سي”، ومن الجدير الذكر أنه لا يمكن إضافة الحديد إلى الحليب السائل، وحتى إذا تمت إضافة المغذيات للحليب السائل فلن تصل للتراكيز الصحيحة التي يحتاجها جسم الطفل خاصة في مرحلة المدرسة والتي تضمن استفادة جسمه من كل هذه الفيتامينات والمعادن، وأن تناول الحليب السائل الغير مدعم قد يعرّض الأطفال لعوز كثير من المغذيات الضرورية لجسمهم في هذه المرحلة.
بالمقابل فإن الحليب المدعم البودرة مصمم خصيصًا لاحتياجات سن المدرسة، وبالتالي يجب أن يكون الخيار الأول.
وقد أشارت دراسة حديثة إلى أن 80% من الأطفال بين عمر 6-13 سنة لا يحصلون على حاجات جسمهم اليومية من فيتامينات “آ، د، ه، والكالسيوم” ويعتبر عوز الحديد من أكثر المشاكل الصحيّة شيوعاً خاصةً في المنطقة، وبالتالي فإن اعتماد الطفل على تناول الحليب الغير المدعم سواء مجفف أو سائل قد يعرّضه لمشاكل صحيّة كثيرة منها:
- نقص النمو
- التعب والارهاق
- فقر الدم بعوز الحديد
- ارتفاع معدلات الكسور العظمية وهشاشة العظام
- نقص الكتلة العضلية
- نقص المناعة
ولذلك يجب أن يدرك كلّ من الأهل والطفل أنّ شرب الحليب المدعّم البودرة المخصص لعمر المدرسة بشكل يومي ومنتظم في مرحلة المدرسة سواء كان الطفل في المدرسة أو البيت ضروريٌ جداً لضمان نموّ صحّي و بناء عظام قوية.
وبالتالي يجب على الطفل تناول كوبين من الحليب المدعم يومياً كما يتوجب على الأهل توجيه الأطفال لفوائد شرب الحليب المدعم والتي تشمل:
- ترطيب الجسم وتزويده بجزء من حاجته من السوائل
- ضمان نمو جسدي وذهني سليم بفضل محتواه من الدهون الصحية والحديد والكالسيوم و فيتامينات “د، آ”
- مكافحة التعب والإرهاق بفضل محتواه من مجموعة فيتامين “ب”
- بناء عظام وأسنان قوية وسليمة بفضل وجود البروتين وفيتامين “د” والكالسيوم
- المحافظة على كتلة العضلات وعلى وزن صحي بفضل محتواه من البروتينات وفيتامين “د” والكالسيوم
- بناء جهاز مناعي سليم بفضل محتواه من فيتامينات “سي، آ” والزنك
أخيراً؛ يلعب الوالدين دوراً كبيراً في تشجيع الأولاد على عادات غذائية صحيّة؛ فهم قدوة مثالية لأطفالهم، وبالتالي يجب عليهم توجيه أولادهم لأهمية شرب الحليب المدعم، فمثلاً يمكنهم تناول كوب الحليب الصباحي يومياً معهم على مائدة الإفطار، كما أنه من المفيد تشجيع الطفل على تحضير كوب الحليب الخاص به بنفسه كوسيلة لتشجعيه على الاعتماد على نفسه ممّا ينمي بداخله الشعور بأنه أصبح كبيراً.
بقلم الدكتورة دانة الحموى؛ اخصائية تغذية علاجية، حاصلة على شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة دمشق وماجستير في التغذية الإكلينيكية وعلم التغذية من جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة.