قالت صحيفة فاينانشيال تايمز، إن الشركات الأمريكية رفعت مخصصاتها لمواجهة مليارات الدولارات من الفواتير غير المدفوعة؛ حيث امتد تأثير إغلاق مراكز التسوق والمكاتب والمصانع الناتج عن تفشى فيروس كورونا المميت إلى سلاسل الإمداد العالمية.
وقال هوارد ستيل، الشريك فى شركة «جودوين للمحاماة»، «إنها مذبحة على مستوى الصناعة، فالجميع يمدد المبالغ المستحقة السداد فى مختلف أنحاء سلاسل الإمداد».
وأوضحت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن مشاكل الائتمان المتزايدة، التى تواجه الشركات غير المالية فى الولايات المتحدة، تأتى على رأس مشاكل الديون المعدومة المتزايدة لدى البنوك، والتى عززت احتياطيات خسائر القروض بعشرات المليارات من الدولارات خلال الربع الأول.
وأظهرت الحسابات المنشورة هذا الشهر، أن عملاق التجارة الإلكترونية «أمازون» رفعت مخصصاتها لخسائر الائتمان بمقدار 380 مليون دولار فى الربع الأول إلى 1.1 مليار دولار، ويرجع ذلك جزئياً إلى التأخر فى السداد لخدمات الحوسبة السحابية، بينما ارتفعت مخصصات «والت ديزنى» بمقدار 160 مليون دولار فى الأشهر الستة المنتهية فى مارس إلى 535 مليون دولار، حيث أثرت مشاكل السيولة بين دور السينما والعملاء الآخرين على سداد «ديزنى» لمدفوعاتها فى الوقت المناسب.
ويواجه موردو البيع بالتجزئة وصناعة الأزياء تحديات خاصة، فقد تضاعفت مخصصات الديون المعدومة فى «كولومبيا سبورتزوير» المتخصصة فى صناعة وتوزيع الملابس الرياضية أكثر من ثلاثة أضعاف عما كانت عليه قبل عام لتصل إلى 28 مليون دولار بحلول نهاية مارس.
وأعلنت شركة «أفيرى دينيسون» المصنع والموزع الرئيسى للملصقات الطبية، ارتفاع مخصصاتها لخسائر الائتمان أكثر من الضعف مقارنة بالعام الماضي، من 15 مليون دولار إلى 31 مليون دولار، مشيرة إلى مواجهة صعوبات خاصة فى صناعة الملابس، حيث تضرر العملاء فى جنوب آسيا وأمريكا الوسطى بشدة من الوباء.
قالت العديد من الشركات إن معظم العملاء واصلوا دفع الفواتير فى الوقت المناسب، كما تضمنت الحسابات المتعثرة نسبة صغيرة من إجمالى المستحقات- أى المنتجات التى تم تسليمها أو استخدامها ولكن لم يتم دفع ثمنها بعد- ولكن ارتفاع الاحتياطيات خلال هذه الفترة القصيرة يظهر أن المديرين التنفيذيين يستعدون لمواجهة مزيد من الضغوط فى سلاسل الإمداد فى الأشهر المقبلة.
واضطرت الشركات الأمريكية إلى زيادة المخصصات بشكل جزئى، بسبب التغيير المحاسبى الذى أدخل هذا العام، ففى السابق كانت تلك الشركات بحاجة فقط إلى الإضافة إلى الاحتياطيات عندما يفوت العملاء بالفعل المدفوعات، ولكن بموجب المعيار الجديد، يتعين عليهم القيام بذلك بناء على التوقعات بشأن الجدارة الائتمانية المستقبلية.