“النجار”: التسويق الإلكتروني أصبح بديلا للتواصل مع العملاء
“السبع”: الأزمة أوجدت ظاهرة جديدة هي “قلة العرض والطلب معًا”
“زيتون”: الوباء أطاح بأوضاع الشركات .. و”الاستراتيجية” الأمل للاستمرار
ألحقت جائحة فيروس كورونا، الضرر بكافة قطاعات الأعمال المختلفة وأبرزها قطاع السيارات الذي يحاول جاهدًا الخروج من أزمة تلو الأخرى.
وتأذي القطاع في بداية الأمر بسبب انتشار الفيروس وقلة الطلب على السيارات .. لكن سرعان ما أضاء بريق الأمل من جديد بعد فتح وحدات تراخيص المرور والشهر.
وبدأت كافة أذرع القطاع حاليًا، وضع خطط للتعايش مع الفيروس ومحاولة الدفع بعجلة المبيعات.
قال كريم نجار رئيس مجلس إدارة شركة “كيان ايجيبت” وكلاء سكودا وسيات وكوبرا، الرئيس التنفيذي للشركة المصرية التجارية وأوتوموتيف وكلاء سيارات فولكس فاجن واودي، إن التأقلم والتعايش مع فيروس كورونا المستجد أمر في غاية الصعوبة. لكن لابد من استمرار الحياة والمضي قدمًا واستئناف عجلة التنمية الاقتصادية، فالحياة ستستمر ولكن بأوضاع مغايرة عما كان الوضع عليه قبل الأزمة.
أضاف أن شركات السيارات باتت تعتمد حاليًا على التسويق الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي Social Media نظرًا لصعوبة تنفيذ التسويق والتفاعل المباشر مع العملاء في ضوء الأزمة الراهنة، بالإضافة إلى أن كبريات شركات السيارات قد غيرت بالفعل سياستها التسويقية التي كانت تستند إلى طرق التسويق التقليدية ومنها إقامة المعارض والتجمعات الكبيرة قبل ظهور الجائحة، والتحول إلى التسويق الرقمي لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة.
ولفت إلى أن الطرق التقليدية بدأت تفقد قيمتها التسويقية عقب زيادة إقبال المستهلكين على القنوات الإلكترونية وهو ما ظهر جليًا في تصريحات سابقة له.
أشار نجار، إلى أن شركته لم تقتصر في سياستها الترويجية على خفض أسعار السيارات فقط.. بل اتبعت حزمة متنوعة من الخطط التسويقية عبر مد فترة الضمان لجميع ماركات مجموعة فولكس فاجن، فضلًا عن تقديم عدة برامج تقسيط للسيارة ” أودي A6 ” تشمل 3سنوات دون فوائد و3 سنوات صيانة مجانية و3سنوات ضمان ممتد، مؤكدًا أن شركته تقدم برامج تسويق عديدة ومتنوعة لجميع ماركات المجموعة وعلي جميع الطرازات.
وحث رئيس مجلس إدارة “كيان ايجيبت “، أصحاب معارض السيارات على التوجه إلى التسويق الإلكتروني عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، إذ إنها صارت السبيل الوحيد حاليًا، أمامهم لتسويق السيارات بعد فرض حظر انتقالات المواطنين مساء، لا سيما وأن أنشطتهم التجارية كانت تعتمد بشكل كبير على الأوقات المسائية.
وأوضح أن العميل مستقبلًا يشتري سيارته دون أن يراها كما فعلت صانعة السيارات الكهربائية الأمريكية “تيسلا” التي طرحت موديل جديداً أونلاين وتم بيع جميع وحداته بالكامل قبل أن تُصنع السيارة، وهو ما فعلته أيضًا الصانعة الألمانية “فولكس فاجن” مع طرازها I.D
قال نجار، إن شركات السيارات تعاني من تدهور الأوضاع الإقتصادية خصوصا بعد أن اتجهت البنوك لزيادة الفوائد وتركيبها على الشركات الذين قاموا بإرجاء سداد المستحقات الائتمانية وفقًا لقرار البنك المركزي الصادر مارس الماضي الخاص بإزاحة جميع الأعباء المالية على الشركات والأفراد لمدة 6 أشهر تخفيفًا من وطأة التداعيات المجحفة الناجمة عن انتشار فيروس كورونا.
وتابع أن الشركات تسعى للتعاون والتفاوض مع شركات التمويل العقاري والبنوك لمد فترة التسديد وجعلها دون فوائد إضافية لتتمكن الشركات من الاستمرار في السوق المحلي، لاسيما بعد التزامها بطلب الحكومة عدم المساس بالموظفين والعمالة.
وأوضح أن شركته تدفع مرتبات أكثر من 1200 موظف منذ شهرين بموارد وإيرادات منخفضة نتيجة توقف المبيعات خلال فترة تعليق التراخيص، مرجحًا خروج بعض شركات السيارات أو العلامات التجارية من السوق المصري الفترة القادمة بعد أن انهكت الأزمة أوضاعهم المالية.
وقال علاء السبع عضو الشعبة العامة للسيارات باتحاد الغرف التجارية، رئيس مجلس إدارة شركة السبع أوتوموتيف لتجارة السيارات، إن قطاع السيارات يعاني من الأوضاع الحالية كباقي القطاعات نتيجة تداعيات أزمة كورونا.
أضاف أن معارض السيارات أكثر تضررًا من الأوضاع الحالية، خصوصًا أنها تعتمد على العمل مساء والذي يعد أنسب أوقات العميل لشراء السيارة بعد عودته من العمل.
أضاف أن الأوضاع الحالية أرغمت الشركات على تغيير خططها التسويقية وتحولها بشكل كامل إلى القنوات الإلكترونية التي أصبحت السبيل الوحيد امامهم بعد منع الاختلاط البشري خوفًا من انتشار المرض، مشيرًا إلى اتجاه بعض الشركات لتقديم عروض ترويجية أخرى مثلما فعلت “السبع أوتوموتيف” بتقديم باقة خاصة للطاقم الطبي بمراكز الخدمة والصيانة. وتابع: “نترقب استقرار السوق ودراسة أوضاع الطلب لطرح مزيد من العروض”.
وأوضح السبع، أن الوكلاء طرحوا العديد من العروض السعرية على السيارات خلال شهر رمضان لتحفيز قرار الشراء لدى العملاء، رغم قلة المعروض. وجاءت تلك التخفيضات بعد التراجع الحاد في الطلب على السيارات نظرًا لاختلاف اولويات المستهلكين والرؤية الضبابية لاحتواء الأزمة الراهنة وموعد انتهائها، وهو ما دفع المستهلك للحفاظ على ما يمتلكه من أموال والعزوف عن شراء السيارات أو حتى اللجوء إلى قروض السيارات وبرامج التقسيط خوفًا من خفض الراتب الشهري أو الاستغناء عنه في ظل تبعيات الجائحة المجحفة.
ولفت إلى أن “كورونا ” خلق ظاهرة جديدة داخل السوق وهي قلة العرض والطلب معًا .
وتابع عضو شعبة السيارات، أن شركات السيارات لجأت إلى خفض أسعار السيارات لتقديم عرض فوري للعميل وحثه على الشراء، بالإضافة إلى توفير سيولة مالية تساندها في الأوقات الحالية، عكس عروض الصيانة والضمان التي تمتد لفترات طويلة من الوقت والتي تستغرق وقتًا مليًا حتى يستطيع العميل الاستفادة منها، نافيًا اتجاه الوكلاء لنظام التقسيط المباشر كأحدى طرق التسويق والترويج نظرًا لعدم حاجة الوكيل لذلك، خصوصا في ظل امتلاك بعض الشركات لأذرع تمويلية وتعاون أخري مع عشرات البنوك لتقديم أفضل عروض للتقسيط.
واستبعد السبع، اختفاء أي علامة تجارية أو انسحاب بعض الشركات من السوق المصري نتيجة عدم القدرة على البقاء في ضوء انهيار الكيانات الاقتصادية محليًا وعالميًا.
فكافة الشركات تواجه المشكلة ذاتها على المستوى العالمي، بالإضافة إلى توقف إنتاج السيارات في مارس وأبريل الماضيين نتيجة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول لكبح جماح الجائحة وعدم استئناف بعض المصانع أعمالها حتى الآن، مما تسبب في تقليص حجم انتاج السيارات .
أضاف أن عودة العمل بمصانع السيارات بربع الطاقة الإنتاجية أو نصفها، لن يلزم الوكيل بحجم شحنة معين نظرًا لقلة الإنتاج.
كما لابد للشركات الأم أن تدعم وكلاءها المحليين لمساندتهم على الاستمرار، مؤكدا أن الملاءة المالية وتقديم البنوك يد العون للشركات في أوقات الأزمات وتخفيض التكاليف من أهم الركائز الاقتصادية للاستمرار .
أوضح السبع أن مساعدات البنوك تساهم في تحريك الملاءة المالية، بالإضافة إلى تخفيض النفقات والتكلفة التشغيلية لتحقيق التوازن الاقتصادي بين المصروفات والإيرادات من خلال الاستغناء عن بعض مراكز الخدمة أو غلق بعض الأماكن وغيرها.
وشدد على عدم المساس بالقوى العاملة والموارد البشرية، إذ إنها تعد جزءا من استثمارات الشركة التي قامت بتعليمها وتدريبها لتحسين جودة الخدمات، والاستغناء عنها يعني خسارة كبيرة .
وقال منتصر زيتون عضو الشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، رئيس مجلس إدارة شركة الزيتون اوتو مول لتجارة السيارات إن المشكلة التي تواجه الشركات بعد اعلان الحكومة خطة التعايش مع كورونا، هي حالة الحذر التي تسيطر على العميل من الإقبال على شراء السيارات وتأجيل قرار الشراء خوفًا من الإصابة بالمرض .
أضاف أن انتشار فيروس كورونا، أرغم الموزعين والتجار على الاتجاه إلى الإنترنت لتسويق السيارات بالإضافة إلى استخدام النظام الرقمي في التحويلات المالية من حساب العميل إلى حساب الشركات في إطار توجهات البنك المركزي. ولكن عدم انتشار ثقافة البيع “أونلاين”، وتمسكهم بمعاينة السيارة على أرض الواقع قبل شرائها، يقف عقبة أمام زيادة المبيعات.
وأوضح زيتون أن عروض تخفيضات الأسعار التي تم إطلاقها خلال شهر رمضان من قبل العديد من الوكلاء، جاءت لتنشيط حركة المبيعات عقب استئناف الأعمال داخل إدارة المرور.
كما أن الشركات دائما ما تطلق عروض التخفيضات قبيل دخول موديلات السنة الجديدة للتخلص من مخزون الموديلات القديمة، والتي عادة ما كانت تُطرح خلال مارس وأبريل من كل عام نظرًا لان موديلات كيا وهيونداي الجديدة تطرح في السوق نهاية الربع الأول .
وتابع أن تداعيات “كورونا” أرجأت موعد إطلاق العروض السعرية إلى شهر رمضان، مؤكدًا أنها مجموعة من العروض الترويجية تستمر لفترة الانتهاء من المخزون القديم .
أشار رئيس مجلس إدارة “الزيتون أوتومول” إلى أن التدابير الاحترازية للوقاية من “كورونا”، الزمت معارض السيارات إلى العمل بالنهار بعد أن كانت تعمل في الأوقات المسائية نظرًا لفرض حظر التجوال، وهو ما أثر بشكل كبير على نشاط المعارض، إذ تراجعت مبيعاتها بنسبة 80% مقارنة بالأعوام السابقة، مرجحًا عودة الأنشطة عقب عيد الفطر وتعديل موعد حظر الانتقال إلى الثامنة مساء .
ونفى زيتون احتمالية انسحاب اي شركة من السوق المحلي نتيجة تلك التبعيات السلبية للأزمة الراهنة في الوقت الحالي، نظرًا للعروض التي قدمتها الشركات التي تساهم في استمرارها ومساندتها بالإضافة إلى ترقب صدور استراتيجية صناعة السيارات التي تدرس حاليًا في أروقة رئاسة الوزراء، والتي تعد أمل القطاع لما ستقدمه من امتيازات ومنح للمصنعين والمستوردين.
وبعد صدورها ستحدد كل شركة استراتيجية خاصة بها، مرجحًا أن تلجأ الشركات إلى خفض الطلبيات والمعروض من السيارات لتخفيف الأعباء.
كتبت – يارا الجناينى:
