
بدأت كافة الولايات الأمريكية تقريبا في إعادة فتح أبوابها مرة أخرى، ولكن هذا لا يعني أنه يتعين على الأمريكيين توقع عودة الاقتصاد أو أموالهم الخاصة بشكل مفاجئ إلى وضعها الطبيعي.
رغم أن هذا الأمر قد يكون مغريا لبدء الإنفاق بشكل طبيعي مع إعادة فتح الأعمال التجارية، إلا أن بعض الأمريكيين لا يزالون بحاجة إلى الانتظار والاستمرار في التقشف، وفقا لتيفاني أليش، خبيرة التمويل الشخصي ومؤسسة مدونة “The Budgetnista”.
ويرجع السبب في ذلك إلى خسارة أكثر من 36 مليون أمريكي وظائفهم خلال الثمانية أسابيع الماضية، حيث دفع انتشار جائحة فيروس كورونا المميت معظم البلاد لتبني نهج الإغلاق المؤقت.
وقالت لورين جودوين، الاقتصادية في “نيويورك لايف إنفستمنتس”، إن هذا الرقم يعتبر كبيرا بشكل مذهل، خاصة عند التفكير في أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 20 مليون وظيفة تقريبا خلال العشرة أعوام السابقة لهذه الأزمة.
ومع ذلك، لم يتأثر الجميع بنفس الطريقة خلال فترة تفشي الوباء.
وذكرت شبكة “سي.إن.بي.سي” الأمريكية أن الوقت قد يكون مناسبا بالنسبة لبعض الأمريكيين للاستفادة من اتجاهات السوق وبرامج المساعدة المقدمة من الحكومة الفيدرالية للمضي قدما من الناحية المالية.
وفي ظل عدم اليقين الذي يدور حول الخطوات المالية التي يمكن أن يتخذها الفرد في الوقت الراهن، حددت خبيرة التمويل الشخصي أليش الخطوات التي يجب على الأمريكيين التفكير فيها بناء على وضعهم المالي.
أولا: الأشخاص العاطلون أو المهددون بفقدان وظائفهم
إذا كنت تعاني بالفعل من البطالة أو تشعر بالقلق من فقدان وظيفتك، قالت أليش إن الوقت قد حان للتعود على عبارات مثل “شدد الخناق وأنفق أقل وأدخر ثم أدخر ثم أدخر”، كما أنها أوصت في هذه الحالة بفعل ثلاثة أشياء عندما يتعلق الأمر بإنفاقك، وهي:
1- إعطاء الأولوية لفواتيرك
تعتقد أليش أن الخطوة الأهم التي يمكن اتخاذها إذا كنت قلقا بشأن دخلك هي إعطاء الأولوية لما تنفقه.
ففي الوقت الذي حصل فيه العديد من الأمريكيين مؤخرا على شيكات التحفيز بقيمة 1200 دولار من الحكومة، وربما يكون هناك المزيد في الطريق، فمن المرجح ألا يغطي هذا المبلغ كافة نفقاتك، لذا حدد أولوياتك.
ولتحديد الفواتير والنفقات التي تحتاج إلى دفعها أولا والتي يمكن تأخيرها، توصي أليش بطرح سؤالين على نفسك، وهما إذا لم أدفع هذه الدفعة، فهل لن أكون على ما يرام؟ إذا لم أدفع هذه الدفعة، فهل سأشعر بعدم الأمان؟.
إذا كانت الإجابة بـ “نعم” على أي منهما، إذا عليك دفع تلك الفاتورة بأفضل طريقة ممكنة، أما إذا كانت الإجابة بـ”لا”،، فابحث في العديد من برامج المساعدة ووسائل تأجيل السداد التي ربما تقدمها شركات المرافق ومزودي الهواتف المحمولة والمقرضين والملاك، حيث يمكن الاستعانة بهذه المساعدة لتحقيق أقصى استفادة من الأموال.
2- تأجيل سداد الديون بقوة
إلى جانب إعطاء الأولوية لنفقاتك، لا تدفع الحد الأدنى من مدفوعات ديونك إلا إذا فقدت وظيفتك أو كنت تعاني من الناحية المالية، وفقا لما أوصحت به أليش.
وحذرت: “في أغلب الأحيان، أقول للناس أن يتركوا الدين والتركيز على أشياء أخرى، يمكن أن تبدو هذه النصيحة مخالفة لما يسمعه الأمريكيون عادة، لكنك لا تعرف ما الذي سيحدث غدا أو الأسبوع المقبل أو بعد ستة أشهر من الآن”.
3- أدخر قدر الإمكان
إذا كان لا يزال لديك مصدر للدخل، فتأكد من قيامك بالادخار، فقد قالت أليش: “الآن، أكثر من أي وقت مضى، يعد توفير المدخرات للطوارئ أمرا بالغ الأهمية”.
ثانيا: الأشخاص المحتفظون بوظائفهم:
إذا كان عملك آمنا إلى حد ما ولديك مبلغ جيد أدخرته من أجل الطوارئ، فربما ترغب في التفكير في جعل هذا الوقت يحتسب ماديا، لذا لديك استراتيجيتان يمكن أن تساعدك على المضي قدما، بالإضافة إلى استراتيجية أوصت أليش بتجنبها، حتى لو لم يتأثر دخلك.
1. سداد قروض الطلاب
تقول أليش إن الوقت الراهن هو الوقت المناسب لوضع المزيد من الأموال في ديون قرض الطلاب، إذا كانت ميزانيتك بها مساحة لذلك، فقد علقت الحكومة أي مدفوعات وفائد محسوبة على قروض الطلاب الفيدرالية حتى 30 سبتمبر، لذلك فإن أي أموال تضعها في قروضك ستخصص مباشرة في دفع المبلغ الأساسي، مما يعني أن أولئك الذين يمكنهم سداد الدفعات حاليا سيحققون ضررا أكبر في قروضهم مما كانوا عليه عندما يدفعون فائدة فوق رأس المال.
2- الاستثمار
إذا لم تكن قروض للطلاب واقعة على كاهلك، فقد يكون من المنطقي التفكير في زيادة الاستثمار الآن، طالما أن دخلك مستقر ولديك مدخرات قوية، حيث يمكنك الوضع في عين الاعتبار وضع الأموال في حسابات المعاش التقاعدي، وإذا لم يكن لديك أحد هذه الحسابات، فقد يكون الوقت المناسب قد حان لفتح أحد تلك الحسابات.
3- فكر مرتين قبل إنفاق مبالغ كبيرة
أوصحت أليش فالتوقف عن القيام بأي مشتريات كبيرة في الوقت الراهن، حتى لو لم يتأثر دخلك بتفشي الوباء، خاصة أن المستقبل لا يزال غير مؤكد، كما أن الحفاظ على رأسمالك هو الأهم لأننا لا نعرف إلى متى سيستمر هذا الوباء أو ما هي النفقات الرئيسية التي قد تظهر في الفترة المقبلة.
وفي نهاية المطاف، فإن مفتاح البقاء على الطريق الصحيح من الناحية المالية يكمن في في وضع الأساسيات في مكانها الصحيح.