يستعد تجار السيارات لشطب عشرات الآلاف من الوظائف في جميع أنحاء المملكة المتحدة في الأشهر المقبلة، نظراً لتراجع عملياتهم في مواجهة انخفاض المبيعات الناتجة عن تفشي جائحة فيروس كورونا المميت.
وأعلنت “لوكرز”، واحدة من أكبر سلاسل بيع السيارات في البلاد، الخميس الماضي، أنها تعتزم التخلي عن 1500 موظف، كجزء من مخطط لإغلاق 12 موقع للعمل وخفض التكاليف.
ومع ذلك، لاتزال صناعة السيارات معرضة لإجراء تخفيضات أعمق بكثير، حيث لايزال يقع عشرات الآلاف من الأفراد ضمن مخططات الحصول على إجازة غير مدفوعة الأجر التي تعتزم الحكومة التخلص منها نهاية العام الحالي.
وسلطت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية الضوء على تقديرات السيناريو الأسوأ للمديرين التنفيذيين في مجموعات وكلاء السيارات، والتي تشير إلى احتمالية شطب ربع وظائف القطاع، التي يصل عددها إلى 600 ألف وظيفة.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لأحد وكلاء البيع: “في أفضل الأحوال، ستصل التخفيضات إلى عشرات الآلاف، أما في أسوأ الأحوال سيصل العدد إلى 150 ألف، ولكن حتى الانتهاء من مخطط الإجازة دون أجر والانتهاء من اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإننا جميعاً في منأى عن حقيقة الوضع”.
يشهد قطاع صالات عرض السيارات تراجعاً بطيئاً لعدة أعوام، حيث يلجأ المزيد من المستهلكين إلى تصفح شبكات الإنترنت ويتطلبون عددا أقل من اختبارات القيادة، لكن ضغط المبيعات الناتج عن تفشي الوباء قد يسرع عمليات الاندماج عبر القطاع وخفض المجموعات الكبيرة للتكاليف.
وأشارت “فاينانشيال تايمز” إلى أن ألمانيا سجلت انخفاضاً بنسبة 50% في مبيعات السيارات الجديدة في مايو الماضى، مقارنة بالعام الماضي، على الرغم من افتتاح صالات العرض طوال الشهر بأكمله.
وانخفضت مبيعات السيارات الجديدة في المملكة المتحدة حتى الآن خلال العام الجاري، والتي تشمل أبريل ومايو عندما أغلق التجار أبوابهم بسبب الوباء، بنسبة 50%، كما أنه من المتوقع انخفاض المبيعات بنسبة الثلث على مدار العام بأكمله.