بدأ عدد كبير من مصانع الملابس الجاهزة بالمناطق الحرة العامة ببورسعيد والإسكندرية ومدينة نصر تصنيع الكمامات الطبية بعد موافقة الهيئة العامة للاستثمار على منحها رخصة التشغيل.
واعتبر المستثمرون، أن سماح الحكومة لمصانع المناطق الحرة بتصنيع الكمامات سينعش حركة المصانع بشكل جيد، نظرًا لتوقف نشاطها الرئيسي منذ بداية الجائحة بسبب غلق الأسواق التصديرية.
وقال مجدي كمال، مدير جمعية مستثمري المنطقة الحرة ببورسعيد، إن عدداً كبيراً من مصانع الغزل والنسيج بالمنطقة تقدم بطلب إلى الهيئة العامة الاستثمار للحصول على رخصة تصنيع الكمامات وتمت الموافقة، وجار تجهيز المواد الخام لبداية عملية التشغيل.
وأضاف كمال لـ”البورصة”، أن المصانع ستقوم بتوريد الكمامات إلى هيئة الشراء الموحد وبدورها تطرحها فى السوق المحلي، لذلك فإن المصانع لن تواجهها أي مشكلات فى عملية التسويق.
وذكر أن وزارة الصناعة والتجارة وهيئة الشراء الموحد خاطبت المصانع بسرعة الانتهاء من التعديلات الفنية فى خطوط الإنتاج للبدأ فى عملية التصنيع، نظرًا لاقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة، والمرحلة النهائية فى الجامعات لتلبية احتياجاتهم من الكمامات.
وأشار إلى أن الحكومة لديها رغبة كبيرة فى عودة تشغيل مصانع الغزل والنسيج التي توقفت مع بداية الجائحة بسبب غلق الأسواق التصديرية ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، وحتى تتمكن من تلبية جميع المستحقات المتراكمة عليها للعمال والدولة.
وأصدرت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة أبريل الماضى، عدداً من الإجراءات التيسيرية للمشروعات العاملة بالمناطق الحرة، فى مقدمتها السماح ببيع المصانع نحو 50% من إنتاجها لصالح السوق المحلي لمدة 6 أشهر.
وقال المهندس محمد الجيار، نائب رئيس جمعية مستثمرى المنطقة الحرة بمدينة نصر، إن عدداً كبيراً من مصانع الملابس بالمنطقة أبدى الرغبة فى تصنيع كمامات الأقمشة المعالجة طبيًا فى محاولة لتنشيط حركة المبيعات بعد غلق الأسواق التصديرية بسبب الجائحة.
وأضاف أن المنطقة بها أكثر من 30 مصنعًا للصناعات النسيجية والملابس يجهزون للعمل بكامل طاقتهم الإنتاجية للمساهمة فى تلبية احتياجات السوق المحلى وتوفير 30 مليون كمامة شهريًا.
وأشار إلى أنه فى حالة انفراج الأزمة وفتح الأسواق التصديرية ستنتعش تلك المصانع مرة أخرى، نظرًا لعودة تشغيل عملها الأساسي بجانب العمل الإضافى وهو تصنيع الكمامات، لذلك شجعت الجمعية مصانع الملابس المتضررة من الأزمة بالمشاركة فى هذا النشاط.
وقال سعد الرايس، رئيس جمعية مستثمري المنطقة الحرة بالإسكندرية، إن أغلب الشركات داخل المنطقة تواجه ضغوطاً اقتصادية كبيرة بسبب تراجع الحركة التصديرية والتزامها بسداد الإيجارات والمستحقات المالية عليها.
وأضاف أن 30% من إجمالي المصانع بالمنطقة تعمل فى قطاع المنسوجات، لذلك فإن توجهها إلى تصنيع الكمامات حاليًا سيدعم عملها وسيحل جزءاً من مشكلاتها المادية، خاصة توفير مرتبات العمالة.
وأشار إلى أن قرار الحكومة بالتعايش مع الأزمة وإلزام المواطنين بارتداء الكمامات سيحرك عمل تلك المصانع، نظرًا لاعتماد الدولة على مصانع الملابس الجاهزة واقتصار عملية التوزيع على هيئة الشراء الموحد وهو ما سيحد من عملية تقليد تلك المنتجات ويوسع استفادة المصانع المرخصة.
وقال سعيد نشأت، أحد مستثمرى المنطقة الحرة ببورسعيد، إن شركته بدأت تصنيع الكمامات مطلع الأسبوع الجاري بطاقة إنتاجية 10 آلاف كمامة يوميًا وستبدأ عملية التوريد لهيئة الشراء الموحد بداية الأسبوع المقبل.
وأضاف أن الأزمة الحالية أثرت سلبًا على النشاط الرئيسي للشركة وهي صناعة الملابس الجاهزة، إلا أن دخولها مجال تصنيع الكمامات مؤخرًا من المتوقع أن يسهم فى تعويض الخسائر التي تكبدتها على مدار الشهرين الماضيين رغم انخفاض هامش الربح.